- البلغارية المسيطرة على اليونسكو تولت المسؤولية في مرحلة حرجة.. بغياب الولاياتالمتحدة وتمويلها.. ومثلما أحدث اختيارها في 2009 دويا بوصفها أول امرأة تنال هذا المنصب الرفيع، كان فوز البلغارية إيرينا بوكوفا بدورة ثانية لإدارة واحدة من أهم وأعرق المنظمات الدولية، مفاجئا خصوصا مع الانتقادات التي وجهت لها، مع ذلك أثبت نجاحها في عملها وأنها تميزت في ولايتها الأولى، حيث قامت بتنفيذ عملية إصلاح كبرى لليونسكو هدفت إلى جعل المنظمة أكثر فعالية وأهمية في مواجهة التحديات التي تعترض السلام والتنمية في ظل عالم يتسم بالتنوع ويزداد ترابطا. ولدت إيرينا جيرجويفا بوكوفا في 12 جويلية 1952، بالعاصمة صوفيا، درست بمدرسة خاصة للغة الإنجليزية وكانت طالبة ناجحة، ما ساعدها عقب إنهاء دراستها الثانوية، للالتحاق ببمعهد موسكو للعلاقات الدولية حيث نالت درجة الماجستير، ثم حصلت على منحة لدراسة الشؤون العامة في جامعة ميريلاند بالولاياتالمتحدة، ودرست أيضا بكلية جون كينيدي في جامعة هارفارد. بعد عودتها إلى بلادها في العام 1984 قبل انتهاء الشيوعية، التحقت بالعمل في وزارة الخارجية، وتولت قضايا حقوق الإنسان، عينت بعدها مسؤولة عن الشؤون السياسية والقانونية في البعثة الدائمة لبلغاريا لدى الأممالمتحدة في نيويورك. وبعد زوال النظام الاشتراكي أصبحت مستشار وزير ومنسقة رئيسة لعلاقات بلغاريا مع الاتحاد الأوروبي من 1995 إلى 1997 قبل أن تصبح فترة وجيزة وزيرة للخارجية بين نوفمبر 1996 حتى فبراير 1997. شاركت بوكوفا في صياغة دستور جديد لبلادها، حيث كانت عضوا في الجمعية الوطنية التأسيسية منذ 1990، وتعد تجربتها البرلمانية تجربة خصبة، حيث انتخبت في دورتين برلمانيتين (1990-1991 و2001-2005)، كما ترأست وفد البرلمان البلغاري في الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، قبل أن تصبح نائب الرئيس للسياسة الخارجية والدفاع والأمن، وعضو لجنة التكامل الأوروبي، ونائب رئيس اللجنة البرلمانية المشتركة بين بلغاريا والاتحاد الأوروبي. شغلت بوكوفا أيضا مناصب دبلوماسية متعددة ما دعم فوزها بإدارة اليونسكو، حيث كانت عضوا في لجنة السياسة الخارجية واللجنة المعنية بحقوق الإنسان، واستهلت الندوة البرلمانية الأولى في الإعلان الأوروبي لحقوق الإنسان وصارت عضوا في المجلس التنفيذي لليونسكو منذ 2007. عملت أيضا سفيرة فوق العادة ومفوضة لبلغاريا لدى فرنسا وإمارة موناكو ومندوبا دائما لدى اليونسكو وممثلة الرئيس البلغاري لدى المنظمة الدولية للفرانكفونية، وترأست الدورة الاستثنائية الثانية للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي. وقضت المديرة الموهوبة فترة ولايتها الأولى في جولة حول العالم تتابع برامج وأنشطة المنظمة حيث أشرفت على مرحلة كانت خلالها اليونسكو في الطليعة على صعيد التربية والتعليم في البلدان النامية، وذلك من خلال دعم تدريب المعلمين والتعليم للجميع في بعض أكثر مناطق العالم حرمانا.