وقعت فلسطين للمرة الثانية مشاركتها في الطبعة الرابعة من مهرجان الجزائر للسينما، سهرة أول أمس الاثنين بقاعة الموقار، بفيلم مطول خيالي بعنوان "فلسطين ستيريو" لمخرجه رشيد مشهراوي، وبطولة محمود أبو جازي وصلاح حنون الذي حضر العرض. يقرر الشقيقان "ستيريو" و"سامي"، الهجرة إلى كندا، بعد أن فقدا كل أمل في البقاء بفلسطين. والشقيق الأكبر يملك صوتا جميلا، كان يغني في الأعراس والحفلات، متزوج من "أنغام" مدرسة للموسيقى في جنين، قبل أن تستشهد في قصف للعمارة التي تقيم بها، من سوء حظ "سامي" أنه كان متواجدا في نفس المكان، ورغم أنه نجا من الموت، إلا أنه فقد القدرة على السمع والكلام. أما "ستيريو" فحرم على نفسه العودة إلى الغناء، وأخذ بيد "سامي"الأصغر، وإلى رام الله سافرا حيث شقيقتهما وزوجها المحامي سيساعدانهما على استخراج جواز سفر للهجرة إلى كندا. في انتظار شد حقائبهما إلى ما وراء البحر، على الشقيقين إيجاد المال لشراء التذاكر ومصاريف السفر، لهذا اضطرا للعودة إلى المهنة التي يجيدانها، وهي كراء معدات للصوت. ومعهما انخرطنا في تفاصيل الحياة الفلسطينية، خرجنا على متن سيارة الإسعاف التي استأجراها لنقل المعدات، إلى التظاهرات والمظاهرات والخطابات السياسية، وبكثير من التهكم والسخرية، سخر المخرج عن طريق شخصية "ستيريو" من اللغو السياسي الذي لم يعد يجدي نفعا، ولم يعد يحصد أتباعا. اختار مشهراوي، النهار لتصوير مشاهده، فكانت الإضاءة في الأغلب طبيعية، مناسبة لالتقاط تحركات البطلين، كما لم يعتمد على حوارات مطولة بين الشخوص، لكنها كانت في محلها، ناهيك عن استعانته بالكتابة في الجدران، حيث دون بعض الجمل، التي بدت كشعارات تدعو الشباب إلى العزوف عن الهجرة، وهي النتيجة التي انتهى إليها الفيلم، حيث اختزل المشهد الأخير خيار الشقيقين، وهما يكرران المرور أمام لافتة كبيرة علقت بشوارع رام الله كتب عليها "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".