عرض، أمس، بقاعة الموقار، ضمن المسابقة الرسمية للطبعة 4 لمهرجان الجزائر الدولي للسينما والفيلم الملتزم، الفيلم السينمائي «فلسطين ستيريو» للمخرج الفلسطيني، رشيد مشهراوي، والذي يروي فيه قصة شابين يسعيان إلى توفير المال بهدف الهجرة من مخيم جنين إلى كندا. تسلط كاميرا مشهراوي، التي جابت عدة مدن من الضفة الغربية إلى رام الله، الضوء على واقع الفلسطينيين الذين يعانون الأمرّين بسبب الاحتلال الإسرائيلي، الذي دفع ببعض شبابها إلى التفكير في الهجرة بعيدا عن الدمار، بعد حالة الإحباط التي أصابت الفلسطينيين لما يزيد عن 18 عاما من الحديث عن السلام، ولدت قضية الصراع بين الهجرة أو البقاء تحت نير الاحتلال الصهيوني. وتلخص حكاية الشقيقين «ميلاد» و«سامي»، قصة أغلب شباب فلسطين، حيث يقرران العمل في تأجير معدات الصوت لجميع المناسبات السعيدة والحزينة في فلسطين، كوسيلة لتوفير المال بهدف الهجرة من مخيم جنين إلى كندا. فبعد أن يحيا «ميلاد» حياة سعيدة وسط عائلته، ينقلب فرحه إلى شقاء حين يفقد زوجته جراء القصف الإسرائيلي لمنزله، ليقرر بعدها التوقف عن الغناء في الأعراس والتفكير في الهجرة. بينما يفقد سامي حاستي السمع والنطق جراء القصف نفسه، وألغى مشروع الزواج من حبيبة الطفولة «ليلى»، ليضمن استمرارية مشروع الهجرة. وهكذا تمر على أجهزة الصوت شتى أنواع الاحتفالات والمظاهرات والخطابات في فلسطين، لأجل جمع مبلغ من المال يحقق لهما رغبتهما في الهجرة. غير أن الأخوان يتعرضان إلى انتقادات المحيطين بهما، وإقناعهما بضرورة البقاء في وطنهما والكفاح إلى جانب إخوانهم، فضلا عن محاولة شقيقتهما عرقلة سفرهما خفية، كما حاولت خطيبة سامي الاحتفاظ بزوجها المستقبلي الذي بات يتهرب منها، كونه لم يتقبل إعاقته. وقد وفق المخرج مشهراوي في تصوير أحداث الفيلم، والتي كانت تبدو وكأنها حقيقية، شهدتها مدينة «البيرة» في الضفة الغربية، لاسيما الحاجز العسكري الإسرائيلي الذي يفصل بين مدينة رام اللهوالقدس، حيث ظهر عدد كبير من الشباب الفلسطينيين وهم يهتفون ضد الاحتلال الذي منعهم من دخول القدس، فيما رد الجيش الإسرائيلي بقنابل الغاز المسيل للدموع. للإشارة، نال فيلم «فلسطين ستيريو» شهرة عالمية، حيث شارك في عديد المهرجانات الدولية، أين نال إعجاب النقاد والجمهور، ويعتبر إنتاجا مشتركا بين عدة شركات سينمائية من غزة، تونس، فرنسا، الإمارات العربية المتحدة، سويسرا، النرويج وإيطاليا، وتم تصويره في 46 موقعا فلسطينيا.