تقول، وزيرة الثقافة خليدة تومي، إن المساعدة المالية للوزارة تذهب إلى من يستحقها؟! ماذا يعني يا ترى يستحقها؟! الأبجدية تقول إن المساعدة تكون شفافة، وتهدف بالدرجة الأولى إلى مساعدة الأعمال والنشاطات ذات القيمة الجمالية والثقافية وكذلك ما يمكن أن نشكله من علامات ودلالات على تقدير القيمة الثقافية والفنية في حياتنا الثقافية الجزائرية.. وأعتقد أن الأيام السينمائية التي تشرف عليها جمعية "بروجكت هورت" ورئيسها عبد النور دوشيش قد أثبتوا ذلك.. فلم تعد الأيام السينمائية ببجاية مجرد نشاط محلي أو شكلي، بل تمكنت في وقت وجيز أن تترسخ كمحطة أساسية في الحياة السينمائية الجزائرية ودلالة مهمة وعميقة في تاريخ النشاط السينمائي بالجزائر، فلقد جمعت الأيام في مسير طباعتها السابقة حوالي 250 سينمائي من داخل وخارج البلاد وكذلك قدمت للشباب خدمات كبرى بتنظيمها ورشات، أطرها محترفون يشهد لهم بالخبرة والموهبة. وإلى جانب كل ذلك، مكنت الأيام الجمهور البجاوي وعديد الجزائريات والجزائريين من الاطلاع على عدة أفلام عالمية ذات قيمة فنية، وباختصار أن أيام بجاية ليس لها ما يمكن أن تثبته من جديد لمديرية الثقافة ببجاية ولا لوزارة الثقافة حتى تتمكن من تنظيم فعالياتها القادمة، المزمع عقدها في نهاية ماي القادم.. إذن ما الذي يجعل وزارة الثفافة لا ترد على مراسلات بروجكت هورت؟! هل لأن الأيام لا تنخرط في إطار مشاريع وسياسات وزارة الثقافة؟! هل لأن الأيام تريد أن تتمتع باستقلاليتها وخروجها على إرادة سلطة البيروقراطيين في وزارة الثقافة؟! إن الدعم الحقيقي للثقافة وللفاعلين الخلاقين في المشهد الجزائري يفقد معناه ودلالته إذا ما ربطناه بشروط تقديم الولاء والطاعة والانصياع، لأن ذلك لا يخدم الثقافة ولا وزارة الثقافة ولا الرؤية التي تدافع عنها وزيرة الثقافة، وهو دعم كل ما يساهم في نهوض الثقافة والفن الجزائريين؟! غير خاف، أن الذين استفادوا من أموال الدولة فقط لأنهم أبدوا الولاء والطاعة لم يكونوا في مستوى التطلعات، بل أخذوا ما ليس لهم على حساب المبدعين الحقيقيين.. إن التصريف السيء للمال العام قد جعل العديد من المثقفين والفنانين الجزائريين يشاركون بصمتهم وسكوتهم في ما يحدث على الساحة الثقافية خاصة بعد ظاهرة الاحتفالات الكبرى، من السنة الثقافية إلى السنوات الاحتفالية الأخرى من انحرافات ومن انحطاطات يندى لها الجبين. ماذا يبقى لوزارة الثقافة عندما تشتري ذمم الصحفيين والكتاب والجامعيين والفنانين والنقاد الفنيين ورؤساء الجمعيات؟! إنني أضم صوتي إلى كل أولئك المثقفين والفنانين والفنانات لأن لا تموت الأيام السينمائية لبجاية، ولأن تبقى شعلة المبادرة الفنية حية وباقية..