هل هذا معقول؟! أن يتحول اتحاد الكتاب الذي بادر بتأسيسه خيرة مبدعينا وروائيينا مثل الكاتب مالك حداد ومولود معمري وكاتب ياسين إلى جثة بلا روح؟! حتى في العشرية السوداء كان اتحاد الكتاب فضاء للنقاش والمقاومة وإذا به ينحدر إلى هذا المستوى الكبير من الشلل، ويصبح مجرد حانوت كاسد، غير قادر أن يلعب دوره الطبيعي في الحياة الثقافية ولا في صميم الشأن العام الذي يتطلب الإنارة والمواقف المرتبطة بصحوة الضمير.. وبالرغم أنني لا أعرف بالضبط طبيعة الصراعات الشللية التي قادته إلى مثل هذا الحال إلا أنني أسجل كمثقف وإعلامي إدانتي لهذا الاتحاد الذي ظل حاله ثقيلا على كاهل سمعة الكتاب والمثقفين... ولومي هذا لا يقتصر فقط على هذه الجثة الملقاة في شارع ديدوش مراد، بل كذلك هو موجه إلى هؤلاء الأعضاء الذين لازالوا محسوبين على تاريخ الاتحاد وصمتهم وتواطئهم وسلبيتهم لتركهم الإتحاد على مثل هذا الوضع البائس واكتفائهم بالمعارك الهامشية في الجلسات الخاصة وفي المناسبات الثقافية... إن هذه السلبية التي أبداها مثل هؤلاء الكتاب تدل بالفعل على حالة مرضية أضحت تعاني منها الساحة الأدبية والثقافية وهذا ما جعل المتطفلون على الكتاب والثقافة يصبحون يصولون ويجولون ويضعون على رؤوسهم قبعات ليست قبعاتهم، بينما الكتاب يجلسون في الصف الأول في قاعة هذه المهزلة المبكية يتابعون ويتفرجون.. لقد تحول اتحاد الكتاب إلى سلعة للبيع في سوق النخاسة الثقافية، فمن ذا الذي يتطوع لشرائها حتى يرمي هذا الإتحاد / الجثة في نهر الحراش؟! وهكذا نتخلص من مضار جثة متعفنة وقاتلة.