سيدتي.. لا أخفي عليك أنني عندما قرأت تصريحك أنك ستخرجين إلى الشارع لو تم ترشيح بوتفليقة إلى عهدة رابعة شعرت بفرح غامر وافتخار شديد، لأنك أعدت لي ثقتي في المجاهد الحقيقي الذي قرر ذات يوم من نوفمبر أن يحمل السلاح للقضاء على النظام الكولونيالي واستعادة كرامة الجزائري المهدورة إلى الأبد.. وأصارحك أنني فقدت الثقة في المجاهدين منذ وقت طويل لأنهم تخلوا عن ماضيهم وشرفهم وذلك منذ عهد الإستقلال.. ولا أخفي عليك سيدتي أنني لم أعد أثق في ماضينا الثوري الذي تخلى عنه أصحابه وصاحباته الذين قبلوا بالصمت أمام كل المناكر السياسية التي راح يقترفها الحكام في حق هذا الشعب، وهذا البلد وفي حق الشهداء.. لم يظهر منهم أحد ليقول لا للإستبداد المقنع، ولا للخضوع لأسياد الأمس، ولا لإهدار الكرامة الجزائرية، ولا للذين تخلوا عن كل ذرة حياء فيهم... سيدتي.. لا أخفي عليك أنني شعرت بالإهانة عندما انبرى هؤلاء الأشرار، المتحدثون باسم الرئيس المريض يدافعون عن قدرته في حكم البلاد دون تقدير لجزائريتنا وكرامتنا.. تحدثوا كالمتجبرين، كالمستكبرين وكأنهم يتحدثون إلى قطيع ماشية.. أمام صمت الزعامات المتداعية والرموز المتآكلة... سيدتي.. نحن في حاجة إلى رمز من عمق نقاء الثورة وصفائها.. فهل أنت على وعدك أم أنك ستلتحقين بقافلة الذين خيبونا بجبنهم وصمتهم وحساباتهم؟! أقول لك قولي هذا واستغفر الله لي ولكل الذين خانوا ماضيهم الثوري... آمين..