وقعت حركة "بركات"، صباح أمس، احتجاجها الرابع على مدار الأسبوعين الماضيين بنجاح، بعدما حافظت على الخروج للشارع بالوتيرة نفسها، مع بروز عدد كبير من الوجوه الجديدة القادمة من المدن الداخلية للمشاركة، فيما التزمت الشرطة بتطويق المكان دون احتكاك من أي نوع يذكر مع المتظاهرين . احتجاج حركة "بركات" ليوم أمس، تميز بمعطيين جديدين مقارنة بالوقفات الثلاثة السابقة، الأول يتعلق بمعاملة الشرطة للمتظاهرين، حيث لم يسجل أي توقيف سواء في حق الوجوه القيادية المعروفة لحركة "بركات" أولغيرهم من المتظاهرين، كما تجنبت الشرطة حدوث أي احتكاك مع المحتجين مكتفية بتطويق المكان لمنع عدم المسير في الشارع، حيث بقيت الوقفة الاحتجاجية على مدار قرابة ساعتين من الزمان أمام المدخل الرئيسي للجامعة المركزية، تحركت فيها عناصر حركة بركات بحرية أكبر من السابق مثل مصطفى بن فوضيل، مهدي بسيكري، سيد علي، حفناوي غول، لزهاري لبتر وغيرهم من المتظاهرين، الذين وجدوا أنفسهم للمرة الثانية - بعد وقفة الأساتذة الجامعيين أمام مدخل جامعة بوزريعة يوم الخميس الماضي- يقفون في الشارع للتعبير عن رأيهم والتنديد بالعهدة الرابعة بالهتاف وحمل لافتات وشعارات مختلفة دون أن يتعرضوا إلى الطرد أو التوقيف من قبل الشرطة، وبذلك يكون الجزائري استعاد حقه الدستوري في التظاهر السلمي في الشارع ولو بشكل جزئي لأن الشرطة مع هذا التغيير في سلوكها لم تسمح بانتشار المتظاهرين أو المسير خارج حدود مكان الاحتجاج. المعطى الثاني الجديد مقارنة بالوقفات السابقة لحركة "بركات"، هو بروز وجوه جديدة سواء تعلق الأمر بالصحافيين أو الأساتذة الجامعيين - الذين حضروا الوقفة بقوة - أوالمواطنين، حيث كان من بين المتظاهرين سيدة قدمت من ولاية تيزي وزو مصحوبة بطفلتها ذات الأربع سنوات، وأكدت ل«الجزائر نيوز" أنها كانت ترغب في الالتحاق بالاحتجاجات منذ أول يوم "هذه المرة قررت المجيء مهما كانت الصعوبة، أنا هنا لأقول إنني ضد العهدة الرابعة وضد المزيد من التلاعب بالدستور ومستقبل البلاد"، فيما أكدت سيدة من قسنطينة أنها جاءت للعاصمة لحضور زفاف ابنة أختها لكن "قلت لم أبذل جهد للمجيء ومساندة هؤلاء الشباب، لكن مادمت وصلت فلن أضيع هذه الفرصة، اليوم هو زفاف ابنة أختي ومع هذا قبل الذهاب إلى الحفل التحقت بالجامعة المركزية لأقول عيب على بلد مثل الجزائر أن يعيش سنويا أزمات الحليب، والدقيق... لدينا كل الإمكانيات لنكون دولة قوية ومستقلة، بركات من نظام دمر مستقبل بلد بحجم قارة بأموال البترول الذي سينفد يوما ما ووقتها سنكون أمام مصير صعب إذا لم نغير اليوم"، هذا ووجه مواطن قادم من ولاية البويرة نداء خاصا للنخبة "أتوجه بندائي هذا إلى النخبة التي لم تبع ذمتها لتحكم ضميرها وتقول كلمة حق وتتجند من أجل تغيير الوضع في هذا البلد، لأننا بحاجة إلى مساعدتها لضمان مستقبل أفضل لأبنائنا". من جهة أخرى، تساءل الكثير من المواطنين عن نزول السيدة جميلة بوحيرد، الذي اتضح أنها لم تنزل، أمس، إلى الشارع للتظاهر ضد العهدة الرابعة ودعم حركة بركات، كما تداولته بعض مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، وكان العضو القيادي مصطفى بن فوضيل قد أكد ل«الجزائر نيوز"، في وقت سابق، عدم وجود اتصال مباشر مع المجاهدة، مضيفا أن نزول بوحيرد سيكون له وزن يطغى عن أي اسم أو حركة، لكن اذا لم تنزل فإن "بركات" مستمرة في احتجاجاتها والسعي لتحقيق مطلب التغيير السلمي حتى بعد انتخابات 17 أفريل.