جلس بلخادم بهدوء في ركن بيته وأخذ "يُملّس" لحيته البيضاء وأفكاره تروح يمينا ويسارا وكأنه يحار في شيء هام جدا جدا. أخذه الحديث بينه وبين نفسه ولكن بصوت لا يسمع أبدا لأنه متأكد من أن في دولة سيدي عزيزو يمكن أن يسمعوك حتى عندما تحدث نفسك في المنام. أه ماذا يريد مني بوتفيلقة؟ لماذا أرجعني للرئاسة ولماذا أويحيى دائما غريمي في الحكم، آه يا سيدي ربي آه مكتوب عليا هذا الرجل. لكن ما يهمني هو عودتي للأضواء من جديد وأكيد سيدي عزيزو سيعجبه كلامي عنه ماعليش قلت عنده عطب في أرجله ولكن مخه أنطاكت. أواه ممكن أن لا يعجبه هذا الكلام ويقول لي واش دخلك في رجليا ...لكن أنا في كل الحالات راني محمي لأن ذلك الكلام كله مكتوب من طرف صاحب الشأن، كل ما فعلته أنا أني أديت دوري بإتقان وقمت بما طلب مني. أما الشعب أكيد لن يعرف بهذا لأني برتبة مستشار لسيدي عزيزو والمستشار يضطلع على اسرار الرئيس أكثر منه في بعض الأحيان. إيه ..كما أدير تحصل ولكن المهم طيحة ونوضة وحالي أحن من حال سعداني المغبون يعني لو أنا اللي كنت في فم المدفع مع الجنرال كيف سيكون حالي الآن؟ إيه ...والله الأمور غير مضبوطة، كيف سيكون حالي بعد الانتخابات؟ لكن يبدو أنهم أتوا بي لما بعد الانتخابات وليس لما قلبها لكن الذي يكاد يقتلني ويخرجني من عقلي لماذا لست انا من يمسك الديوان؟ أه منك يا القط بو سبع أرواح ..آه منك يا أويحيى الذي لا تريد السقوط كلما قلت أنك انتهيت تخرج مثل الأفعى ... لكن سترى كيف سأفتعل لك المشاكل حتى تخليها وتروح ...أواه ما يروحش هذا النوع لاصق فالرودة .....ههههه لم ينقطع حديث بلخادم مع نفسه حتى سمع صوت الهاتف يرن فهرول مسرعا أكيد مهمة جديدة في انتظاره ..