صارت كوابيسي مزعجة جدا ولا أفهم كيف تسلل إليها كل زبانية الحكم فلم أعد أقدر على العيش خارج مرميطة سلال التي مرمطها ومرمدها ووضع فيها كل الحرور التي قلبت عليه السحر والساحر معا. أما كابوس البارحة فكان أفظع منهم جميعا ...فقد حلمت بأن رجلا قصيرا لا يظهر منه سوى الخيال يناديني في عتمة الليل ويقول بصوت خافت ...كلكم إلى جهنم أيها الطغاة والعصاة. دهشت وقلت .. طغاة ؟ نحن طغاة ؟ هذا خطاب جماعة الفيس في التسعينات يا ربي هل عادوا من جديد من كانوا يقطعون الرؤوس ويعلقونها على البوطوات ؟ واصل الصوت ...عليكم بطاعة ولي الأمر وكل خروج عنه ردة وكفر وزندقة قلت له ...من أنت أيها الرجل، يجب أن تكون عندك الشجاعة حتى تظهر وجهك وتفصح عن نواياك قال مقهقها ...أنا عراب العهدة الرابعة قلت ..أنا الشعب ولن يخيفني تهديدك ووعيدك هذا قال ...سأقطع رأسك ولسانك ويدك حتى تتخلى عن هذه الشيطنة قلت ...أتحداك أنا لا أخاف... الشعب عاش ما كسب مات ما خلى...الشعب ما يخافش من الخفافيش الصغار أمثالك قال...ستندمين يالكحلوشة المنفوشة قلت...أنا صاحبة مواقف ولايمكن أن أمشي معك لمجرد أنك أنت تريد يا قصير القامة وخفي الوجه. قال ...واش حبيتي بماذا يمكن أن اشتريك ؟ قلت ..أنا لست موضوعة في المزاد ولا أباع ولا أشترى قال ...كلش يتشرى يا الكحلوشة هيا أشحال نعطيك صرختُ في وجهه لا يمكن أن تشتريني ولن يمكن أن تخرسني ولا يمكن ان تمنعني من قول رأيي ...صحوت من النوم مفزوعة و دعيت على الشيطان الذي وسوس لقصير القامة بأن يهددني ولكن يجب أن تعرفوا جميعا أنني لن أستكين له.