بعد 23 سنة من رئاسة الحزب وهي عمر التعددية السياسية، قال سعيد سعدي إن ''سياسة الحزب وثقافته لا تؤمن برئيس مدى الحياة''، معلنا عدم ترشحه لعهدة جديدة لرئاسة حزب ''التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية''، والاكتفاء بالنضال داخله· وقال سعيد سعدي، في خطاب ألقاه مفتتحا المؤتمر الرابع للآرسيدي، ''لقد فكرت مليا وتشاورت مع أعضاء القيادة، وقد حان الوقت للكفاءات التي تم تكوينها داخل الحزب ومن طرفه أن تعبر عن قدراتها وأن تعمل''، في إشارة إلى أن رئيس الحزب المقبل لن يكون من الرعيل القديم المؤسس للآرسيدي، إنما من الوجوه الشابة التي تربت داخل الحزب· وقال سعدي إنه سيبقى ''يناضل في صفوف الآرسيدي إلى غاية آخر نفس''، معتبرا ''أعتبر أنه لا يحق لنا المطالبة بالحرية والعدالة والتخلي عن التزام شخصي في النضالات التي تخاض من اجل الديمقراطية''· وحسب تصريحات سعدي، على هامش أشغال المؤتمر، فإن عدم ترشحه لعهدة أخرى على رأس الحزب لا يعني أن هناك تحولا في مساره، إذ أكد أن ''الأمر لا يتعلق بإعادة تأسيس وطني للحزب، وأن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية باق في نفس الإستراتجية التي كان عليها في السابق''، داعيا مناضلي الحزب إلى التمسك بمبادئ الآرسيدي للوقوف في وجه ما اسماه ''الشرطة السياسية''· وجدد سعدي موقفه من أن ''مقاطعة التشريعيات المقبلة تبررها خطة السلطة في التزوير المسبق للاستحقاقات، من خلال رفض طلب الآرسيدي إعادة مراقبة السجل الانتخابي من قبل لجنة مكونة من أشخاص أكفاء محايدة وحرة وتستجيب لشروط النزاهة، وبالتالي فالمشاركة في هذه الانتخابات ستجعل الحزب في تناقض مع المبادئ التي سطرها''· في هذا السياق أشاد سعيد سعدي بموقف رئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي الرافض ''لأن يكون شاهد زور في مسار سياسي مغلوط''، واصفا التشريعيات المقبلة ب ''المخيطة'' مسبقا· واعتبر سعيد سعدي أن ''الشروط حاليا لم تتوفر كلية بالجزائر من أجل قيام ثورة''، موعزا ذلك إلى ''توفر المال'' لشراء السلم الاجتماعي، غير أنه اعتبر أن ''الوضع يبقى مؤقتا فقط''، معتبرا أن الثورات العربية ''كانت لها قاعدة شعبية، لكن التدخل الأمريكي فجّرها''· وعن موقفه من التكتل الإسلامي الجديد المعلن عنه مؤخرا تحت اسم ''تكتل الجزائر الخضراء'' بين حمس والنهضة وحركة الإصلاح، وصف سعدي الأمر ب ''لا حدث''، معتبرا أن برنامج حزب جبهة التحرير الوطني الحالي ''يحمل أكثر من 90 بالمائة من برنامج الإسلاميين''، مذكرا بأن الأفلان كان ''المساهم رقم واحد في سياسة تعريب الجامعة الجزائرية والتخطيط لقانون الأسرة المفتعل''· هذا وقد شارك في المؤتمر الرابع للآرسيدي نحو 2221 مناضلا· كما حضر مراسيم افتتاحه الرئيس الأسبق للحكومة سيد احمد غزالي، وممثلو السلك الدبلوماسي الفرنسي والكندي وبلدان المغرب العربي، إضافة إلى عضو المجلس الوطني السوري فيصل محمد حازم· وستستمر أشغال المؤتمر الرابع للآرسيدي إلى غاية اليوم، حيث سينتخب أعضاء المجلس الوطني والأعضاء الجدد للأمانة الوطنية، والرئيس الجديد للحزب· ويشاع في الكواليس إلى تداول اسم الناطق الرسمي للحزب ''محسن بلعباس'' لخلافة سعيد سعدي·