شكل موضوع ترقية وترسيم اللغة الأمازيغية، أبرز القضايا التي تطرق إليها المترشحون للإنتخابات الرئاسية التي جرت الخميس الماضي خلال تجمعاتهم الشعبية بمنطقة القبائل، التي أحييت أمس ذكرى الربيع الأمازيغي المخلد لأحداث 20 أفريل من سنة 1980. وجد المرشحون للانتخابات الرئاسية خلال الحملة الانتخابية في قضية ترسيم اللغة الامازيغية وترقيتها ورفع التضييق على ممارسات الهويات بشكل نهائي، منفذا لمخاطبة سكان منطقة القبائل. فقد أكد عبد المالك سلال مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة بدار الثقافة مولود معمري، بتيزي وزو، على ضرورة تطوير اللغة الأمازيغية حتى تلعب دورها الحضاري بالداخل والخارج والتزم هذا المرشح بمواصلة هذا المسار، حيث يتعين الانتقال إلى مستويات أعلى بعد أن تم إدراجها كلغة وطنية في الدستور. وعلى هذا الوتر عزف بقية المترشحين على غرار المترشح الحر علي بن فليس، الذي وعد بحل مشكل اللغة الامازيغية والتضييق على ممارسات الهوية، حيث التزم بترسيم اللغة الأمازيغية، ومنح الحق لمن هو أمازيغي في أن يعيش أمازيغيته غير منقوصة، وهو الشأن ذاته بالنسبة لمن يرغبون في معيشة أخرى، كما عاهد سكان ولاية بجاية باتخاذ موقف رسمي حيال الأمازيغية عن طريق فتح نقاش في القضية بعد أن اعتبر الجزائر منقوصة بدون ترسيم للامازيغية. من جهتها، التزمت مرشحة حزب العمال لويزة حنون، التي تحصلت على المرتبة الرابعة، حسب نتائج الانتخابات، باجراء استفتاء قصد ترسيم اللغة الأمازيغية في حال وصولها إلى سدة الحكم، لاسيما أنها تعتبر أن هذه اللغة الأمازيغية تشكل همزة وصل بين كل مناطق البلد لأن الأصول الأمازيغية موجودة في كامل ربوع الوطن، ولم تفوت لويزة حنون الفرصة في تجمعها بتيزي وزو لتذكر سكان هذه الولاية بأنها ناضلت حتى لا يكون هناك استفتاء حول ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة ثانية في الدستور. إلى جانب ذلك، أكد مرشح الجبهة الجزائرية الوطنية، موسى تواتي، في تجمع شعبي نشطه بالبويرة خلال الحملة الانتخابية على ضرورة إنشاء أكاديمة للغة الأمازيغية في الجزائر وترقيتها حقيقة بدل التلاعب بها لأغراض سياسية واقترح بالمناسبة جلب باحثين ومختصين في اللغة من أجل دعمها بقواعد تكفل لها التماشي مع اللغات الحية الأخرى ويضمن تدريسها في منظومة التعليم الوطنية ابتداء من الطور الابتدائي، وتساءل موسى تواتي الذي احتل ذيل الترتيب عن السبب الذي يحول دون ترسيم هذه اللغة لاسيما و«أننا كلنا أمازيغ عربنا الإسلام". ولأن الانتخابات الرئاسية التي جرت الخميس الماضي، جاءت نتائجها لصالح المترشح الحر عبد العزيز بتفليقة الذي يتولى بفوزه في الانتخابات الحكم لعهدة رابعة بعد أن خاب أمل بقية المترشحين فهو اليوم أمام امتحان الالتزام بوعده التي أطلقها لسكان منطقة القبائل لاسيما ما تعلق منها بتطوير هذه اللغة دون الفصل في مسألة ترسيمها.