كان الجمهور القبائلي، مساء أول أمس، على موعد مع حفل غنائي بطابع الفناوي، وذلك على هامش فعاليات الطبعة الرابعة للمهرجان الثقافي العربي الإفريقي للرقص الفلكلوري الذي تحتضنه ولاية تيزي وزو· الحفل من إحياء كل من الفنان ''جوبا توري'' و''أمازيغ كاتب''، فمباشرة بعد انتهاء الفرق الفلكلورية من استعراضاتها، صعد النجم جوبا توري إلى الركح، مرافقا بتصفيقات وزغاريد النساء، حيث استطاع هذا الفنان أن يستنطق آلة الفمبري· وقد أمتع الجمهور بطابع الفناوي على غرار ''أيوه'' و''ليلي يا قلبي''و ''صلي على نبيينا''، التي جسدها بحركات فنية استعراضية تراثية وحديثة منسجمة باستعمال آلات موسيقية تقليدية وعصرية على غرار الفمبري، القارقابو، الكمان، الطبول، الباص· وما زاد من حماس الجمهور هو أداء هذا الفنان لأغانٍ بمختلف اللغات كالعربية، الفرنسية والإنجليزية، إضافة إلى استعمال كلمات باللغة الأمازيغية في تجربة تفاعل معها الجمهور القبائلي الذي أبدى استحسانه لها، حيث تجاوب معها بالرقص والتصفيق، وهو ما خلق جوا فنيا بهيجا، تلاه فيما بعد النجم ''أمازيغ كاتب'' الذي استطاع بفضل قدراته وخبرته الفنية أن يلهب حماس الجمهور، حيث استهل حفله بمقتطفات غنائية أخذها من شعر والده ''كاتب ياسين''، وأدى أغانٍ أخذها من مختلف ألبوماته على غرار ''جمايكا''، ''الجزائر في نار''، ''إفريقيا أمازيغية''، ''جينا جينا''، ''كومة''، ''حي مازال حي''، ''البابيش''، تتمحور مجمل مضامينها حول الهموم التي يعانيها الشاب الجزائري في ظل البيروقراطية والمحسوبية والتهميش والإقصاء، وبعض الآفات الاجتماعية· وقد مزج أمازيغ كاتب طابع الفناوي بالموسيقى الجزائرية، واستطاع أن يجمع بين مختلف المتناقضات في ممازجة منسجمة بين التراث الأصيل وتطلع دافع إلى الحداثة· لكن الفنان أمازيغ كاتب استطاع أن يجعل الجمهور القبائلي يعيش حالة صخب شديدة، عندما أدى أغنية ''اسلعبيتس أيبحري'' للفنان القبائلي الراحل ''معطوب الوناس''، التي دفعت بالجمهور إلى اقتحام الرحبة والصعود إلى الركح لمعانقة ''أمازيغ كاتب'' وأخذ صور تذكارية معه، مما صعب الأمر على المسيرين في تنظيم الحفل· تجدر الإشارة إلى أن أمازيغ كاتب وجد صعوبات كبيرة للخروج من ملعب ''أوكيل رمضان'' بسبب توافد جماهير غفيرة عليه لأخذ صور معه·