لا يزال العديد من مواطني قري رأس جنات على غرار أولاد بونوة، حوش بني والي والعرجة، يعانون الأمرين جراء غياب الماء الشروب عن حنفياتهم لسنوات طويلة، رغم إلحاحهم على السلطات المحلية قصد تزويدهم بهذه المادة الحيوية· وقال سكان هذه القرى في لقائهم ب ''الجزائر نيوز''، إن معاناتهم من ندرة الماء الشروب لا تقتصر على فصل الصيف الذي يطرح فيه المشكل بحدة، وإنما يمتد إلى فصل الشتاء، وهو الأمر الذي فاقم من معاناتهم -على حد تعبيرهم- مضيفين أن البحث عن قطرة ماء أصبح الشغل الشاغل لهم ولأبنائهم الذين يضحون بدراستهم قصد جلب قطرة ماء لعائلتهم، مؤكدين في ذات السياق أن الأبناء لم يسلموا من هذا المشكل، فهم يتركون واجباتهم المنزلية ومراجعة دروسهم ليقاسموا عائلتهم معاناتهم التي لا تنتهي بانتهاء فصل الحر، الذي يكثر فيه الطلب على الماء الشروب، مشيرين إلى أن صهريج الماء الشروب الذي تزوّدهم به السلطات المحلية في كثير من الأحيان لا يلبي الطلب، وأن طلباتهم الملحة للزيادة في الصهاريج يقابلها رد المسؤولين بغياب الإمكانيات، وأن البلدية تتوافر على صهريج واحد يغطي كل قرى البلدية -على حد تعبير محدثينا- الذين قالوا إن تزويدهم ورؤية الماء الشروب يسيل من حنفياتهم أضحى ضرب من الخيال، خاصة ونحن في فصل الشتاء وهم لا زالوا يتجرعون الأمرين، مضيفين أنهم يعتمدون على مياه الأمطار في الأشغال المنزلية واقتناء قارورات الماء الشروب، وهو مازاد من استنزاف جيويهم -على حد قول السكان- الذين قالوا إن احتجاجاتهم المتواصلة وقطع الطريق لم يجد نفعا، وفي كل مرة تقابلهم السلطات المحلية بوعود لا تجسد على أرض الواقع، على حد تعبيرهم·