لا يزال سكان عديد قرى بلديات ولاية بجاية يواجهون أزمة كبيرة جراء نقص الماء الشروب وهذا منذ سنوات عدة على الرغم من الحركات الاحتجاجية والنداءات المتكررة إلى السلطات المعنية إلا أن الإشكال لا يزال مطروحا وبحدة خاصة بالقرى النائية الأمر الذي يحتم عليهم استعمال مختلف الوسائل بحثا عن هذه المادة الحيوية سواء بشرائها أو التنقل إلى المناطق البعيدة كل حسب إمكانياته المادية، ويزداد قلق المواطنين خاصة مع اقتراب فصل الصيف الذي يكثر فيه الطلب على هذه المادة الحيوية ، فبلديات إغيل علي وآيت رزين وبني مليكش وآمالو وبوحمزة وكذا تازماك الواقعة بالجهة الجنوبية للولاية لا تزال المعاناة متواصلة بها والمواطنون في بعض القرى يعتمدون على وسائل بدائية لاقتناء الماء في حين وجد الباعة الفرصة المواتية للربح من خلال بيع الصهريج الواحد بما يقارب 1500 دج وبرميل 20 لترا ب 100 دينار وهو ما يؤرق أكثر الوضع المعيشي لقاطني هذه البلديات الذين ينتظرون التفاتة من قبل مسؤولي الولاية والمجالس المحلية للنظر في وضعهم هذا الذي لم يجد بعد أي حل على الرغم من الوعود العديدة المقدمة والتي ظلت ولسوء حظهم مجرد حبر على ورق دون التجسيد الميداني والفعلي وسط تذمر متزايد للمواطنين الذين يهددون بحركات احتجاجية خلال هذه الصائفة إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة. من جهتهم رؤساء هذه البلديات كثيرا ما تحججوا بضعف الأغلفة والمالية التي ترصد لها في إطار البرامج البلدية للتنمية قصد معالجة مشكل الماء الشروب بصفة فعلية ونهائية في نفس الوقت مؤكدين تفهمهم لقلق السكان موجهين في هذا السياق دعوات لمسؤولي الولاية وقطاع الري وكذا نواب المجلس الشعبي الولائي من أجل تخصيص برامج قطاعية كبيرة في هذا الشأن لفائدة البلديات النائية وهو السبيل الوحيد الذي من شأنه التقليل من معاناة قاطني هذه البلديات. هذا ونشير على صعيد آخر، أن سكان 22 بلدية الواقعة على حافت واد الصومام من المنتظر أن يستفيدوا مع نهاية السنة الجارية من مياة سد “تيشي حاف”.ولكن الأمر يتعلق فقط بقاطني مراكز البلديات دون القرى البعيدة وهو ما اعتبره العديد من الملاحظين تقصيرا في حق هؤلاء المواطنين الذين يعانون حقيقة أزمات في تزويدهم بالماء الشروب مقارنة بنظرائهم الساكنين في المناطق الحضرية، وهو الأمر الذي فسرته مديرية الري بالولاية بارتفاع تكاليف إيصال المياه إلى هذه القرى بالنظر لطابعها الجبلي. وعلى صعيد آخر ينتظر أن يدرج ضمن المخطط الخماسي 2010 – 2014 مشروع إنجاز سد بسعة 10 ملايين متر مكعب بمنطقة “لعزيب بتميزار” لفائدة سكان بلديات أدكار وتاوريرت يفيل وتتوجة وبني كسيلة، في الوقت الذي أكد فيه مسؤولو الجزائرية للمياه على أن صيف هذه السنة سيكون أحسن من سابقه من حيث تزويد سكان 19 بلدية بالماء الشروب بعد وصول مياه سد تيشي حاف.