أجمع المشاركون، أمس، في ملتقى ''أي مستقبل للسينما الإفريقية؟'' في يومه الثاني والأخير، الذي نظم بفندق الأوراسي ضمن فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، على ضرورة تمويل الدولة للسينما المحلية، وضرورة تظافر الجهود بين السينما والتلفزيون من أجل إيجاد سوق محلية للإنتاج السينمائي الإفريقي· أكد المخرج الجزائري ورئيس جمعية المنتجين الجزائريين، بوعلام عيساوي، خلال مداخلته، أن الإنتاج السينمائي الجزائري حديث النشأة، وتزامن مع تحرير القطاع الإعلامي، مشيرا إلى أن الشركات الأولى للسمعي البصري ظهرت فقط في سنوات التسعينيات· وأضاف عيساوي بأنه لا يجب الفصل بين قطاع السينما والقطاعات الأخرى الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى عجز الجزائر على مستوى عدد قاعات السينما والمساعدات المادية المقدمة لصناع هذا القطاع، الأمر الذي جعل المنتجين الجزائريين ينتقلون من العمل السينمائي إلى الإنتاج التلفزيوني· واعتبر ذات المتحدث التلفزيون الجزائري السوق الوحيدة للإنتاج السينمائي الجزائري، ولهذا يجب تشجيع العمل المتكامل بين القطاعين، مشيرا إلى ظاهرة الأعمال السينمائية المشتركة، ولجوء بعض المنتجين إلى العمل خارج الوطن بسبب قلة الدعم بالجزائر، داعيا في مداخلته إلى إنشاء فيدرالية إفريقية للمنتجين السينمائيين· من جهته، صرح المخرج التونسي، نجيب عياد، بأن التلفزيون الإفريقي جد شحيح على منتجيه، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بهذا القطاع الاستراتيجي، داعيا إلى العمل المتكامل بين التلفزيون والسينما، واستغلال التقدم التكنولوجي من أجل النهوض بالسينما الإفريقية ورفع الإنتاج الوطني· وأكد عياد بأن إنتاج السينما المحلية سيكون خطوة هامة لتطوير وتوسيع السوق المحلية، ومرحلة للتقليل من اللجوء إلى الدول الغربية من أجل الدعم أو الأعمال المشتركة، مشيرا إلى أن هذه الدول أصبحت تتهرب وترفض مثل هذه المساعدات· ووصف المتحدث تجربة الجزائر في الأعمال المشتركة خصوصا مع فرنسا بالخطوة الهامة والقدوة الحسنة للبلدان الأخرى، ودعا في الأخير إلى تكريس الدولة لميزانية خاصة بالسينما· أما المخرج السينغالي، محما جونسون ترايوري، فقد أشار إلى أن التمويلات التي تأتي من الشمال لدعم القطاع السينمائي تتضاءل، ولهذا، يضيف المحاضر، ''علينا أن نعتمد على وسائلنا الخاصة ونتحمل مسؤولياتنا''، داعيا الحكومات الإفريقية إلى التشريع فيما يخص السينما خصوصا في البلدان التي تمتلك الإمكانيات المادية، وضرورة الحرص على إنشاء مراكز تكوينية خاصة بالسينما على المستوى الإقليمي·