تحت لهيب حرارة تقترب في كثير من الأحيان ال 41 درجة مئوية , يستقبل الأغواطيون هذا العام موسم رمضان صعب المراس ، حيث ستبلغ ساعات الصوم سبعة عشرة ساعة يوميا , وإزاء هذه الحالة الجوية القاتلة يجد الصائمون ضالتهم في عدد من المساجد المكيّفة , بعد أن عمل القائمون على تكييفها من أجل إتاحة أجواء مثالية للتعبّد خاصة في ظل شهر العبادة والغفران ، حيث تعمر تلك المساجد بالمصلين لأداء صلاة التراويح نساءا ورجالا. غير أن الصائمين سواء منهم الفقراء أم ممن يمتلكون مكيفات بمنازلهم , وجدوا في تلك المساجد 'الملاذ الآمن' طيلة ساعات النهار إلى أذان المغرب ، غير أن أولئك القيّمين على المساجد المكيّفة لم يتوقعوا بأي حال بأنها سوف تتحول بقدرة قادر طيلة نهار رمضان لفنادق للباحثين عن الهواء المكيف بعيدا عن ضجيج الأبناء ومطالب الزوجة الرمضانية , بحجة الاعتكاف والابتعاد عن التلفاز و الغيبة و..و.. . هذا ما يشهده المسجد العتيق بقلب عاصمة ولاية الأغواط جراء توافد العديد من الصائمين والمرهقين من حرّ الصيف بعد صولٍِِِِِِِ و تجوالِ بسوق "رحبة الزيتون" القريبة منه إلى درجة أن يعلو بهم الشخير في بعض الأحيان بين اليقظة والنوم. كان العديد من المواطنين يقطعون مساحات بعيدة بحثاً عن مسجد مكيف ليتمتعوا بالهواء البارد سواء نهارا أم بعد الإفطار عند صلاة العشاء و التراويح والتهجد. من بين تلك المساجد الموجودة بالأحياء القديمة مسجد النور "جامع التاوتي" و المسجد العتيق والمسجد الكبير"الصفاح" باعتبار مواقعها محاذية لسوق الخضار والفواكه ب"رحبة الزيتون" والتي تشهد توافدا كبيرا من قبل المستهلكين في رمضان بين بحي "الصفاح والغربية" بوسط مدينة الأغواط وبالرغم من صغر مساحات تلك المساجد نظرا لقدم تأسيسها لما يفوق القرن و النيف إلا أنه أصبح قبلة للصائمين بعد أن تم تكييفهم مؤخراً. وتعج بعض المناطق بالعديد من المساجد المكيفة والتي أدت إلى حدوث غزو يوميّ من قبل بعض النازحين الذين لا يستطيعون الحصول على التكييف سبيلا أغلبهم من الذين غلب عليهم الصيام – حسب تعبير – بعض المواطنين طلباً لنسمة هواء بارده حتى مجيء موعد الإفطار. و يعزز من تواجد هؤلاء طيلة ساعات اليوم سماح السلطات بفتح المساجد طيلة ساعات اليوم عكس باقي شهور السنة، حيث يحظر السماح بفتحها عقب كل صلاة عدا شهر رمضان. و بينما يسعى المشرفون على بعض المساجد لفرض أوامر شبه عسكرية للحد من عدد النائمين يسعى البعض الآخر لإغلاق أجهزة التكييف لإجبار المصلين على المغادرة عقب الصلاة باستثناء أولئك الذين يبقون من أجل التعبّد وتلاوة القرآن أو الاستماع لدروس العلم إن تمت. و من بين الأوامر التي يشترطها البعض على النائمين عدم الشخير حيث يقومون بطرد كل من يصدر عنه أي صوت أثناء النوم. غير أن تلك الشروط لم تمنع أفواجا من النائمين من التردد على المساجد المكيفة بغرض التمتع بالهواء المكيف. ومن قبيل المظاهر التي لم تكن مألوفة من قبل, قيام بعض الآباء باصطحاب أبناءهم معهم للتمتع والانتعاش أيضا بمكيّفات التبريد. وبالرغم من أن بعض العلماء يحرم النوم في دور العبادة لأنها لم تعد من أجل هذا الغرض إنما من أجل التعبدّ إلا أن معظم مساجد الأغواط على غرار ولايات الوطن تعتبر قبلة لمن يرغبون في الحصول على قسط من الراحة خاصة أولئك الذين يقيمون في بيوت و سكنات عمرانية ضيّقة أو ينتمون لأسر كبيرة العدد . علما أنه قد خلف قيام السلطات منذ حقبة مضت من القرن المنصرم بمنع فتح المساجد إلا في أوقات الصلاة التي كانت تستغل فيها المساجد لحملات انتخابية حالة من الاستياء في أوساط عموم المصلين خاصة أولئك الذين سعوا لأن يبقوا لفترات طويلة بها.