شهد الصالون الوطني حول تربية الماعز الذي افتتحت فعالياته يومه الاثنين بمقر المحافظة السامية لتطوير السهوب بولاية الجلفة حضورا كبيرا لمهنيي العالم الفلاحي والريفي الذين توافدوا بقوة للاستفادة من الخبرات في هذا الميدان و الاحتكاك بالمربين ومختلف الفاعلين في هذه الشعبة. وعرف هذا الصالون، الذي بادر إلى تنظيمه المكتب المحلي للمنظمة الوطنية لتطوير الفلاحة، بالتنسيق مع المحافظة السامية لتطوير السهوب، حضورا كبيرا لمربي الماعز من ولايات مختلفة من ربوع الوطن على غرار غرداية وأم البواقي والأغواط، وكذا من عدد من المناطق الفلاحية ببلديات الجلفة حيث تم الوقوف على حركية كبيرة بأجنحة الصالون و احتكاك بين العارضين وجموع المهتمين وكذا الفضوليين حول تربية الماعز. وضمن هذه التظاهرة التي كانت فرصة سانحة للتعرف على خبايا هذه الشعبة وإمكانية الرقي بها وجعلها موردا اقتصاديا و استثمارا مصغرا ذو نجاعة ومردودية، تم تخصيص عدة أجنحة للمشاركين الذين حضروا بمنتوجاتهم من مشتقات الألبان وحليب الماعز وكذا عينات من السلالات الحلوب . وعلى هامش فعاليات الصالون أكد ل"وأج" مسؤول المكتب المحلي لمنظمة تطوير الفلاحة، معمر قاسم، بأن "الهدف الذي أريد من هذه التظاهرة في طبعتها الأولى هو التعريف أكثر بشعبة تربية الماعز لفائدة الفلاحين والموالين بصفة خاصة، وكذا العمل على تحديث وتطوير هذا النوع من التربية الحيوانية لخلق فرص العمل والمساهمة في بناء ركيزة اقتصادية مربحة في قطاع قاعدي." وأضاف أن الصالون الذي ستدوم فعالياته ثلاث أيام "يتوخى منه أيضا تشجيع الشباب على الاستثمار في هذه الشعبة الفلاحية مع ترقية إنتاج حليب الماعز ومشتقاته من الأجبان في ظل ما يعرف به من جودة وخصائص غذائية متكاملة". كما لم تستثن المرأة الريفية من هذا النشاط حيث تم إبراز دورها المنوط بالصناعة التقليدية التحويلية المرتبطة أساسا بمنتجات حليب الماعز من أجل الحفاظ على تراث المنطقة وتمتين أصوله التي لم تندثر بعد بهذه الربوع. نجاعة تجربة "منبع الحياة" تعرض بجناح ولاية غرداية وبجناح ولاية غرداية الذي كان مثالا من حيث التكامل في شعبة تربية الماعز من خلال عرض سلالات متنوعة من الماعز وكذا منتجات مشتقات حليبها وألبانها، توافد الكثير على هذا الجناح الذي يستعرض نجاعة تجربة مجمع "منبع الحياة" الذي هو جمعية فلاحية تكاثفت فيها الجهود في الرقي بتربية الماعز الحلوب بمنطقة "التوزوز". وقد أكد ل وأج عيسى بباز من جمعية "منبع الحياة" أن تربية الماعز بولاية غرداية، أعطت نتائج إيجابية على أرض الميدان. فهناك سلالات كثيرة يعتنى بها على غرار " الشامي والسانين والميزابيت". واستطرد ذات المربي حديثه بقوله بأن "فرصة تنظيم مثل هذه التظاهرات و الصالونات الوطنية تسمح بتبادل الخبرات والأفكار لتطوير هذه الشعبة أكثر بين المربين في عموم الوطن". ومن جانبه ثمن رئيس لجنة الفلاحة بالمجلس الشعبي الولائي بالجلفة "زناتي مصطفى" هذه المبادرة، مشيرا إلى "الأهمية التي يكتسيها الصالون من حيث كونه فرصة لتبادل المهارات والمعارف في مجال تربية الماعز الحلوب." والجدير بالذكر فإن فعاليات هذا الصالون الذي وفر له مسؤول المحافظة السامية لتطوير السهوب، امجكوح مصطفى، كل الظروف المواتية لإنجاحه أريد به أن يكون حلقة لتطوير الشعبة في ولاية تعرف بتربية الأغنام ولها باع كبير في التربية الحيوانية عموما وتربية الأغنام بشكل خاص مما يجعل الاهتمام بالماعز الحلوب قد لا يتطلب جهدا كبيرا في ظل الخبرات التي يتمتع بها الموالون والفلاحون من أبجديات في تربية رؤوس المواشي، حسب العارفين بهذا المجال.