شعورا منا بجزء من المسؤولية الملقاة على عواتقنا، بغية المساهمة في بناء وتكوين وتخريج الأجيال، وبالتالي مسؤوليتنا تجاه بلدنا في إمداده بالطاقات الحية المساهمة في رفع مستواه الحضاري، فإننا نشعر أننا مؤتمنون على إخراج تلك النخبة المتنورة المسلحة بقوة العلم، القادرة على خوض غمار الحياة بكفاءة وثقة في تحصيلها، الأمر الذي لن يتولاه غيرنا. إننا من خلال هذا الميثاق، نقصد أن تحفظ للعلم هيبته في نفوسنا ابتداء، وفي نفوس أبنائنا بعد ذلك، وأن نُبقي على بارقة الأمل لدى كل من ينظر إلى الجامعة على أنها محضن للعقول ومصنع لإعداد الرجال، وبعيدا عن كل حسابات ضيّقة – تسيء لسمعة الأستاذ أو الطالب أو قدسية المكان وحرمته – مهما كانت مبررات أصحابها. ولا نعتقد أن هذه الخطوة قد تأخرت بقدر ما يهمنا أنها وُجدت، وأن هذه الورقة قد فُتحت لنسجل ضمنها موقفا تاريخيا حاسما في حياة هذا الصرح الذي نأمل أن يواكب معناه مبناه. نعم إن هي إلا مجرد ورقة فيها أسماء وتوقيعات لكنها في ضميرنا أكبر من ذلك، إنها ميثاق شرف، وليس على الضمير ولا على الشرف رقيب؛ لذلك نتواعد على التالي: - أن نحافظ على جامعتنا من أن تمتد إليها يد الإساءة مهما كان مصدرها؛ - أن نحافظ على مكانة العلم ونرقيها في نفوس طلبتنا؛ - أن نساهم في رفع مستوى التحصيل العلمي لدى طلبتنا بالمثابرة والاجتهاد والبحث، والحرص على الأمانة العلمية؛ - أن نعيد الهيبة لرسالة العلم في أذهان كل من له علاقة بالمحيط العلمي؛ من خلال إعطاء الطالب حقه كاملا في التحصيل أولا وفي التقييم بعد ذلك؛ - أن نقف في وجه كل صنوف الغش والانتحال من جهة، وكل أشكال الإجحاف وسوء التقييم من جهة أخرى؛ - أن نرفع من رفعه أداؤه العلمي وسهره وحرصه ومواظبته، ونضع من وضعه كسله واستهتاره وتفريطه، بضمير مهني مرهف وصرامة أخلاقية لا محاباة فيها؛ - أن نكون إرادة واحدة، إدارة وأساتذة وطلبة وأولياء أمور، في سبيل احترام هذا الميثاق وإنزاله واقعيا إلى أروقة الحرم الجامعي.
هذا ما اتفق عليه نخبة جامعتنا وشرفاء منطقتنا موقعين على ميثاق الشرف هذا، والذي نعتبره تكليفا لنا وتشريفا لجامعتنا.