مقدمة المترجّم: تتوالى الفرص من حين إلى أخر، لتكون السانحة للمدمنين علىلتدخين من أجل الإقلاع عن هذه العادة السيئة والمضرة بالصحة وبميزانية المدخن ، فلو نقف وقفة مع الذات ، ونجري العمليات الحسابية لما يستهلكه المدخّن من ميزانية في كل شهر، زيادة على مصاريف العلاج التي يتسبب فيها التدخين ، لعرفنا أننا نؤذي أنفسنا بأيدينا ، وربنّا سبحانه وتعالى يقول: *ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة* سورة البقرة، وقد نهانا أيضا في كم من آية عن التبذير، فهذه الدراسة التي ننشرها في هذا الشهر بالذات ، قد تكون رادعا وفرصة للذين سيبدأون وللمدخنين لكي يقلعوا عن التدخين الذي لا نجني منه إلا الإفلاس والروائح الكريهة في الجسد واللباس والموت البطيء. الدراسة المترجمة: إن عدد اللذين يموتون سنويا عبر التراب الفرنسي يقدر ب: 20000 شخص ، وذلك من جراء الأزمات القلبية التي يسببها التدخين , ولهذا وجّه أطباء أمراض القلب في فرنسا نداء إلى المجتمع ، لكي يقلعوا عن التدخين من خلال رسالة شعارها : * لا لسيجارة الأولى* , وأن أفضل علاج هو أن تقولوا لا للسيجارة قبل فوات الأوان ، وهذه دعوة موجهة للشباب خاصة . أما عن اللذين يموتون بسبب التدخين في العالم سنويا ، فيصّل إلى أكثر من 4800000 شخص !! إنها بالفعل حرب عالمية دائمة سببها السيجارة ! وفي فرنسا وأمام هذا الوضع الخطير , يقوم البروفيسور * دانيال توماس * بمجهودات جبارة إذ يطلق على السيجارة صفة *العدو * الذي لا يمكن التراجع من أمامه ، فهو اختصاصي في أمراض القلب والرئيس السابق للفيدرالية الفرنسية لطب القلب , حيث يلقبّه زملائه بالمحارب الاستراتيجي الذي يقود حربا بدون هوادة ضد التدخين . ومن تصريحاته في هذا المجال يقول : كثير من الناس ، ومن بينهم الأطباء الذين يعتقدون أنه وبالقيام ببعض المجهودات مع جهد من الإرادة ، يمكنهم التخلص من التدخين وهذا خطأ ، لأننا الآن نعرف أن مادة النيكوتين تحرض على استقلالية حقيقية وأنه بدون مساعدة مناسبة ، فإن أغلب المحاولات العديدة للإقلاع عن التدخين سوف تبوء بالفشل ، ولهذا السبب فإن الفحوصات المساعدة وخاصة تعدد طرق الوقاية التي يشارك فيها الأطباء ، تعد ضرورية ولهذا الغرض كذلك تفضل فيدرالية طب القلب اقتلاع المرض من جذوره ، وذلك حيث تهدف من ورائها إلى إعلام وتحسيس المراهقين ولا يوجد شئ نظري أكثر سهولة وهو عدم البدء أصلا . إن التدخين في فرنسا مسؤول عن وفاة حوالي 60000 جنين كل سنة ، من بينهم 20000 وفاة شخص من الشباب والناتجة عن حوادث أمراض القلب , ومن أجل المكافحة الفعالة ضد العدو يجب معرفته جيدا ففي عملية السنة السادسة على التوالي تم توجيه استفسار إلى الأطفال تتراوح أعمارهم ما بين 10 و 15 سنة يسمح بضبط العلا قات التي تربط الأطفال والسيجارة , وقد يبدوا جليا أن هؤلاء هم صغار جدا ! وهل هم معنيون بهذا الاستجواب !!! إن الاستمارات التي وزّعت في السنوات السابقة ، أوضحت أن المعدل هو 11 سنة و3 أشهر من الذين يحاولون التدخين ، وهنا يجب أن نوضّح جيدا بالنسبة لهذا المعدل المفاجئ ، أنه يتعلق بالفئة المستجّوبة أي الفئة من 10 و15 سنة وهو نفس الاستجواب الذي شمل فئة أخرى أكبر سنا . وعلى ضوء هذا , فإن ظاهرة التدخين لها مبرر كاف لتبرير سياسة الوقاية التي تنتهجها الفيدرالية الفرنسية لطب القلب ، والتي تقترح عبر هذا التحقيق على الشباب أن يلعب دورا نشيطا في الحملة ضد التدخين عن طريق المشاركة في المسابقة الكبرى، فهم مدعوون على تخيل سيناريو يكون موضوعه : (( لا للسيجارة الأولى )) , ويؤطّره أساتذتهم فيقوم التلاميذ بإقامة محفوظات أو أغاني ويكون هناك لجنة للتحكيم متكونة من أخصائيين في الصحة والإعلام والتي تقوم باختيار 20من أحسن الأعمال ، وفي الأخير يتم تشكيل لجنة للتحكيم في الأطفال يختارون بدورهم 5 مؤهلين ومنها يتم تعيين الفائز . الشيء المؤكد هو أن هذا العرض قد يؤدي إلى فقدان الأمل عند المدخنين لأن الخبرات السابقة تثبت أن الأطفال يكون لديهم خيال مضطرب عندما يتعلق الأمر بمحاربة التدخين لكنه مع الأسف, فإن انخفاض استهلاك السجائر يتطور بشكل أقل سرعة من الجانب الإعلامي ، فهناك 15% من الأطفال لا ينتظرون بلوغ سن العاشرة ليحاولوا التدخين ، ومن أجل تكثيف الجهود فإنه قام بحملة ، هدفها أن تحمل علب السجائر ، عبارات تحذيرية بأحرف كبيرة مثل )) التدخين قاتل )) ، وفي المقابل فإن الشباب لا ينتظرون ظهور هذه العبارات حتى يعرفوا إلى أي حد تكون فيه السيجارة خطيرة . إن نسبة 100% من الأطفال الذين تم استجوابهم من غير المدخنين يعتقدون أن التدخين يشكل خطرا على الصحة بينما توجد 97% من المدخنين أو الذين دخنّوا في السابق يتقاسمون نفس الرأي معهم . ودائما وفي نفس السياق ، وفي نفس الاستجواب الذي تم إجراؤه برز أن في سن الخامسة عشر يوجد 51% من الذكور و50% من الإناث يعترفون أنهم قد دخنوا على الأقل سيجارة واحدة , و9 % من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10و15 سنة أصبحوا مدخنين بشكل منتظم !! هذا لا يعني أن الآخرين قد تخلوا نهائيا عن التدخين , ودائما وفي نفس التحقيق , أعلن البروفيسور توماس قائلا : إذا عرف الجميع أن السيجارة تشكل خطرا على الصحة ، فإن من 79% إلى 85% يدركون جيدا بالاستقلالية التي يضعها التدخين ، حيث أصبح يقال عن التدخين اليوم أنه من التابوهات مثله مثل أي نوع من المخدرات . حيث يوجد اليوم 21% من المدخنين يعتقدون أن التدخين مميّز في الوقت الذي يوجد 60% من غير المدخنين يعتقدون أنه فعل مشّين . وإذا كان المدخنين يعتبرون التدخين شيء مميّز، فإنهم يفضلون إخفاؤه على أوليائهم بما أن 40% من الذين تم استجوابهم في السنة الماضية حول هذا التصرف صرح 10% منهم بأنهم يفضلون التدخين بشكل سري وعدم الإفصاح به . إن هذه التصريحات غير المعلنة ، جاءت عن طريق التحقيق الذي كان عبر الهاتف بالتوازي مع الاستجواب الذي كلّف به المعهد الدولي (( لويس هاريس )) ، والذي شمل 400 شاب حيث تبين أن الأطفال هم الأكثر جدية في تصريحاتهم التي جاءت عبر الهاتف ، مع العلم أنه لا نستطيع أن نستجوّب طفلا دون موافقة أوليائه، فهم غالبا ما يحضرون الحوار الهاتفي وهنا يكون دور الأولياء حساسا يضيف البروفيسور (( توماس )). ومن جانب أخر فإن نسبة التدخين في الشارع عند الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و10 سنوات ، انخفضت بنسبة 74% مقارنة بنسبة 2002 ، حيث جاءت النسبة 85% ، أما عن الأصدقاء والصديقات الذين يدخنون ضمن مجموعات فإن نسبتهم وصلت إلى 72% وتأتي تصريحات الشباب غير المدخنين الذين تقدر نسبتهم ب: 62%، إذ يصرّحون بأنهم لا يدخنون لأنهم لا يريدون فعل ما يقوم به الآخرين ، وفي هذا الصدد يتساءل البروفيسور توماس : هل تعرفون أنه يوجد غير المدخنين ؟ إلى جانب ما سبق ، اقترح الأساتذة مشروعا بيداغوجيا يطبق كل بداية سنة دراسية، يتضمن ميثاقا يوضح الشروط إنه نوع في الرهان الذي إذا فاز به التلاميذ سيكون لهم مقابل ذلك مكافئات ، وهذا ما يدعو إلى تكثيف هذا النوع من المبادرات ، وفي الأخير ، نجد أن أكثر من 250000 طفل هم مدركون بالعملية التي جاءت تحت شعار ((لا للسيجارة الأولى )). (*) إعلامي جزائري [email protected]