جواب: إنّ الزواج من أعظم الوسائل الّتي يتّخذها المؤمن من أجل تحقيق العبودية لله جلّ وعلا، وقد رغَّب فيه وحثّ عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين قال مخاطبًا الشباب: ''يا معشر الشباب مَن استطاع منكم الباءَة فليتزوّج فإنّه أغض للبصر وأحصن للفرج'' أخرجه البخاري ومسلم. وقد أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بتزويج البنت من ذي الخُلق والدِّين إذا تقدّم لخطبتها وقبِلته فقال صلوات ربّي وسلامه عليه: ''إذا أتاكم مَن ترضون دينه وخُلقه فزوّجوه'' أخرجه الترمذي وابن ماجه والحاكم وغيرهم وهو حديث حسن. أمّا عن حكم الشرع في الزواج بمَن يدخّن السجائر فهو محرّم والدليل على ذلك قوله تعالى: ''ولا تقتلوا أنفُسكم إنّ الله كان بكم رحيمًا'' النساء,29 وقوله سبحانه وتعالى: ''ولا تُلقوا بأيديكم إلى التّهلُكَة وأحسِنوا إنّ الله يُحبّ المُحسنين'' البقرة.195 وقد ثبت في الطب أن التدخين مُضرّ ويؤدي إلى هلاك وموت شاربه، كما أنّ المدمن على التدخين تسوء أخلاقه وطباعه ويصير سريع الغضب، وقد يؤدي به ذلك الإضرار بمَن حوله باليد وبالقول، بل أكثر من ذلك فإنه يتسبّب في هلاك من حوله بتلويث الهواء وبثّ الرائحة الكريهة، ولا يخفى ما يُبذّره المدخّن من الأموال الطائلة، وقد حرّم الله التبذير والإسراف في قوله ''ولا تُبذِّر تبذيرًا × إنّ المبذّرين كانوا إخوان الشّياطين وكان الشّيطان لربِّه كفورًا'' الإسراء.27-26 ولقد نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن إضاعة المال، وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''لا ضَرر ولا ضِرار'' أخرجه ابن ماجه وأحمد وهو صحيح. فعلى الفتاة أن تنصح هذا الشاب وتشترط عليه الإقلاع عن التدخين، فعسى أن يجعل الله توبته على يديها وبسبب هذه الفتاة.