أبواب سنة جديدة قد تخبىء لنا من المفاجآت بمقدار مارأينا العام الفارط الذي إستحق إسم عام الثورات العربية، هاته الثورات التي أشعلتها رغبات التونسيين و المصريين في إزاحة الدكتاتورية نحو الديمقراطية، و تخللتها تدخلات غربية في سوريا و ليبيا لتحقيق أجندات مسبقة و معروفة، هاهي تؤول إلى فوضى في اليمن يكاد ينقسم فيها الشعب ومعه البلاد إلى جبهات. على المستوى الداخلي, هاته الأحداث ألقت بضلالها على الجزائر وزاد من حساسية المرحلة التي نعيشها، حقيقه هناك اختلافات كثيرة بين ما تطلبه الشعوب العربية هاته و بين اهتمامات الجزائريين من تحسين افضل لمستوى المعيشة ، الا أنه في هذا الظرف أبت الدولة إلا أن تعمل اكثر لتقوية الديمقراطية في البلاد في ظل إصلاحات الرئيس ، و ضمان شفافية كاملة في الانتخابات القادمة من صناديق شفافة وقاضي على مستوى كل بلدية وحبر للبصمة لا يزول تفاديا لإعادة الاقتراع و تعزيز المشهد السياسي بأحزاب جديدة . إن المشهد الجزائري يمكن القول عنه أنه يستحق التحليل برؤية دقيقة لما سيحمل من جديد لسنة ألفين واثني عشر هذا وخاصة بروز أنظمة جديدة بالجوار وما قد حصل للتحالف الرئاسي والذي كان رد فعل التجمع على إثر إنسحاب حركة مجتمع السلم من التحالف الرئاسي قرار سيّد يحترمه ويعبر عن قناعة أصحابه. من جهة أخرى, قامت بعض الأحزاب الوطنية، لاسيما الارندي، التي تحمل عن جد هم الديمقراطية، بقرع أبواب المواطنين في مدنهم و قراهم، لتفتح باب الحوار معهم و لتنقل انشغلاتهم وتناقشهم المستقبل وترسم آفاقه وخاصة الشباب لما يحمل من طاقات كامنة والذي سيمثل أكبر تعداد بالقوائم لما حملته الإصلاحات التالية بالقانون العضوي للانتخابات فسن 23 سنة للمجالس الولائية والبلدية و25 سنة للمجلس الوطني مؤهل للترشح. في الحقيقة, إحتكاك الحزب مع المواطنين كان نابعا من الثقة التي إكتسبها بعد المردود الذي قدمه الحزب في البلديات التي تولى تسييرها سيرا بقول آبائنا "لي كبرت بيه ما تتكبر عليه"، إذ وقف الوالي في زيارته الاخيرة لبلديات بالجنوب الغربي للولاية على السير الحسن لبرنامج التنمية المسطر كما تلقى رؤساء هاته البلديات التشجيع لاجتياز العراقيل و مواصلة التنمية، بنفس القدر تلقت بلدية بغرب الولاية تحذيرا شديد اللهجة بسبب التراخي في إنجاز المشاريع و إهماله لتهيئة البلدية التي كانت حالتها مهترئة. إن الانضباط و الوعي السياسي الذي يميز الأرندي على مستوي الجلفة لقي أيضا قدره من التثمين على المستوى الوطني، إذ مددت القيادة الوطنية للأرندي ثقتها في المنسق الولائي للجلفة ليكون رئيسا لكتلتها النيابية في مجلس الأمة طيلة 2012. هذا الأخير كان قد عاهد نفسه في عديد المرات إعطاء فرص جديدة لفئة الشباب لمزاولة السياسة، وذلك لبعث روح جديدة في الحزب ليقوم بتسيير مرحلة التحديث و الانفتاح القادمة باستحقاق، مثلما استحق بجدارة إخراج البلاد من أصعب فتراتها زمن العشرية السوداء. الشباب وشباب اليوم الذي يتمتع بخصائص والذي قال تعالى عن فتية الكهف:" إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى" المتميز بالقوة وقابلا للحق وداحضا للباطل ومروَجي الإشاعات والذي سيلاقي تحديات صعبة التجاوز ونحن على يقين بأننا أبناء جيل صمد ضد الاستعمار والإرهاب من أجل قيام دولة مستقلة سنتعلم من التجربة المريرة والقاسية وسنعتبر ونمشي بخطى كفيلة تجعلنا بمنأى عن التدخلات الأجنبية والحسابات الضيقة لزرع الفتن والفوضى بولايتنا ووطننا الغاليين. أجل هنالك نقائص فلا الدولة ولا الأحزاب تملك خاتم سليمان لتلبية رغبات الجميع لهذا تذكرة بما أنجز بهاته المرحلة وما سينجز مواصلة للجهود الرامية تنمية الولاية وللمناطق النائية. في الأخير دعوة لكل شاب غيور على ولايته بدون نزعات عرشية ولا حزبية ولا فكرية بأن الوطن غالي ولن نجد وطن غيره وليكن نشاطك سواء على مستوى حييك أو جامعتك أو تجارتك رغبة في النهوض بالوطن، تحرر من الأمية والجهل والتبعية هاته هي الثورة التي نريدها تحدي كل فرد على حدى وتحدي جماعي لنصنع مستقبل لجيل بعدنا يحمل ما يحمل من الخبرات لوطنه.