لعل ما ننصح به بعضنا في هذه الفترة من الزمن هو استيعاب الدروس قبل آخر قرار التوجه، لقد عشنا مرحلة تلقينا فيها العبر و المآسي كنا لم نعرفها من قبل و هاهو محيطنا يسلك نفس المسلك بعنوان الربيع العربي، مما يجعلنا نستوعب هذا الدرس عن ظهر قلب حينئذ تتضح الرؤية و ينجلي الضباب على المستور، عندها نتصرف بالعقل و المنطق و العلم... يتضح لك أيها المواطن الكريم الذي يريد لبلده و شعبه الخير كل الخير و العيش في هذا المنوال أحوال من حكموا و لم يصيبوا و من حكموا و أصابوا و من يريد الحكم بغير دراية و من يريدون الحكم بإرادة الشعب أو كما يقال " لا خير في حاكم لا يحكمه دينه و لا في عاقل لا يسيره عقله ". عليك أن تتريث و تجعل في كل حساباتك أن التاريخ يحاسبك على كل مسلك و على كل عمل صغير كان أم كبير سواء كنت حاكما أو محكوما و على كل المستويات علانية أو خفية، علانية على الملأ و خفية مع ضميرك و اعلم أنك مادمت تريد الخير و الحكم على كل الأمور باللجوء الى محيطك و بيئتك بواسطة ما يتوفر لديك من العلم و المنطق لن تضل و أنك وضعت حجرة في بلدك الحبيب و لا تغريك المزامير القديمة و لا الجديدة، الداخلية أو الخارجية عن هذا المسلك... الله معنا في بناء بلدنا. يكفي كل عاقل منا ما يرى من تدمير و مساومات و مراوغات و سقوط أرواح ونهب خيرات في البلدان من حولنا، و على هذا الأساس ينبغي على الكل التحلي بالعقل و أنه موجود في وطن لا يجد غيره و سيعيش فيه أبى أو كره مع البربري و الشيوعي و الديمقراطي و المسلم و المسيحي و غير ذلك، و كل واحد من هؤلاء إن كان يحب وطنه فسيكون لبنة له لأن حب الوطن من الإيمان به.