الكثير من المترشحين قد انسحب من قاعات الامتحان و الأغلبية لم يلتحقوا إطلاقا... احتجاجاً على إعادة الامتحان أصلا... يعيش أهل قطاع التربية بولاية الجلفة اليوم وغدا (الأربعاء والخميس 24-25 فيفري 2009) على وقع إجراء امتحانات أسلاك مدراء الابتدائيات والمتوسطات ومفتشي التربية التي سبق إجراؤها وإلغاؤها تحت ضغط ما دار حولها وحول ظروف إجرائها من غش (وتخياط)، وأسالت الكثير من اللعاب والحبر، بتنظيم محلي مئة بالمئة، وفشل ذريع بكل المقاييس يضاف إلى سلسلة الفضائح التي ظلت تلاحق القائمين على الشأن التربوي بالجلفة، لكنها لم تغير من الواقع شيئا، بل رسمت في الأذهان أن أهل التربية إذا دخلوا مسابقات أو امتحانات أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وقلبوا القوائم رأسا على عقب فأصبحت تقرأ من الأسفل إلى الأعلى... فكان أن اهتدى أصحاب الباب العالي إلى بدعة مركزية رائدة تمثلت في إنزال ثلة من النزهاء لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم لتلقين أهل الجلفة دروس في الإدارة والتنظيم وتسيير مراكز الإجراء لينجح من نجح عن بينة ...هذا الإنزال تم بعد إلغاء الإسناد الذي حظي به بعض المفتشين المحليين والذين باشروا بدايات تنظيم مراكز الإجراء، فإذا بالوحي ينزل بالقول الفصل وإذا بالمفتش المحلي ينال وسام النزاهة من الدرجة الثانية، أي المشاركة في التنظيم تحت وصاية المعينين الجدد... بعض الفضوليين الذين يحشرون دائما أنوفهم في الشأن التربوي، يطيلون ألسنتهم بالافك قائلين أن العملية هدفت إلى قطع الطريق أمام تجار التجزئة، لينال تجار الجملة الجمل بما حمل، المتفائلون يردون على هذا الطرح بالقول أن العملية ستكون في صالح النزهاء وربما ستستفيد المنطقة من جيل من المدراء والمفتشين يضمن شيئا من النزاهة في القطاع لجيل أو جيلين، أي تأجيل زحف الرداءة إلى أجل... وبين هذا القول وذاك يبقى الترقب هو سيد الموقف بما ستسفر عنه هذه العملية برمتها... لاسيما و أنه قد وصلنا أن الكثير من المترشحين قد انسحب من قاعات الامتحان و أن الأغلبية لم يلتحقوا إطلاقا... احتجاجا على إعادة الامتحان أصلا، وما هذا العقاب الجماعي إذا كانت فئة من الناس قد غشت أو تلقت معاملة خاصة...فلِمَ لا يتم استبعادهم وحدهم ؟ أو تتم معاقبة من تواطئوا معهم ؟ ثم ما الهدف من استيراد رؤساء المراكز والأمانات؟ أم أن الإنتاج المحلي لم يعد صالحا للاستعمال؟ ثم لِمَ نستأمنهم على أطفالنا إذا كنا نشكك في نزاهتهم...؟ أسئلة لا حصر لها نطرحها ونعلم أن إجابتها معلقة إلى حين... ويبقى الذي يطرحه المتشائمون هو ماذا لو حدث للمسابقة ما حدث لمسابقة المساعدين التربويين أو غيرها من المسابقات وبعد التحقيق الفوقي واللجان النازلة والصاعدة بقي ما كان على ما كان...