يعلم الكل أن ولاية الجلفة يفوق عدد سكانها المليون نسمة وهي بذلك تحل رابعة في عدد السكان بعد كل من العاصمة، وهران وسطيف، لكننا لم نسمع يوما فريقا رياضيا طوق الآفاق بنتائجه وإنجازاته وبلغ الأمجاد وحقق الألقاب، ولم نسمع يوما فريقا من الجلفة فاز بالبطولة الوطنية أو بالكأس الجزائرية أو على الأقل وصل فيهما إلى مراتب حسنة في كرة القدم أو في غيرها من الرياضات . نحتفظ في تاريخنا بما فعله شباب عين وسارة وإتحاد أولا نايل حين لعبا في القسم الثاني في تسعينات القرن الماضي ولعبا مع الكبار وما فعلاه في كأس الجمهورية إذ تأهل كل منهما إلى الدور الربع النهائي وهذا أكبر إنجاز حققته كرة القدم الجلفاوية ، ومنذ ذلك الحين وهما يتمرغان في قسم ما بين الرابطات والجهوي، أما الباقي فحدث ولا حرج فهم يتمرغون في التراب والطين والوحل من أجل دريهمات يملؤون بها خزائنهم وبطونهم . "الساورة" شارع في بشار، قبل أربع سنوات كانت في الجهوي وهاهي تؤدي مستوى رائعا هذا الموسم في القسم الأول، و"الأربعاء" كانت قبل سنوات في الأقسام السفلى وهاهي هذا الموسم في ريادة القسم الثاني، ويعول شبانها على الصعود إلى القسم الممتاز، أما "بارادو" فهي مجرد حي في حيدرة تألقت كثيرا من قبل وفي سنوات متعاقبة، و "الخروب" دائرة بقسنطينة لعبت كم من مرة في القسم الأول، بالإضافة إلى أهلي برج بوعريريج ومولودية سعيدة وفرق كثيرة جدا فما الفرق بيننا وبين الأندية التي ذكرنا ؟ ولايات عديدة فاقت شهرتها أرجاء الوطن بسبب ما قدمته لها فرقها الرياضية في مختلف المحافل، جمعية أولمبي الشلف في كرة القدم وفريق برج بوعريريج وبجاية في كرة الطائرة وبسكرة وسعيدة في كرة اليد و الأمثلة كثيرة جدا .....يقول البعض ما علاقة الرياضة بهذا؟ نقول لهم الرياضة اليوم هي سياسة واقتصاد وثقافة و ألعاب في الأخير . ألا يوجد في الجلفة رجال يغارون على الرياضة فيها ويتمنون بعثها إلى الريادة ؟ ألا توجد بها الأموال وفيها الثروة الخام ؟ ألا يوجد بها المرافق الرياضية الكبيرة ومساحة ولايتنا تفوق مساحة عدد كثير من الدول ؟ إلى متى التسيير الرياضي في ولايتنا يسير حسب الأهواء والمصالح الشخصية ؟ إلى متى يفكر بعض المسؤولين على الرياضة عندنا ببطونهم وبمصالحهم وفقط ولا يفكرون في غير ذلك ولو حينا ؟ متى يبزغ فجر تألق رياضتنا يوما ما على الساحة الوطنية وقد طال إنتظارنا له، وطال سباتها العميق ؟ متى تصبح لدينا فرق رياضية تصنع الحدث ونتمتع نحن بمشاهدتها ؟ متى تموت هذه الأجيال الهرمة التي أصابت الرياضة عندنا في مقاتل عديدة ونستريح من عبثها واستبدادها بالرأي وطغيانها على الآخرين ؟ متى تترك الفرصة لأجيال تريد تجسيد طموحات كبيرة على أرض الواقع ؟ متى، و متى....؟ هي تساؤلات آلمت رجالا قبلنا وآلمتنا كثيرا وستؤلمكم أنتم أيضا ولكن قلنا نطرحها على قراء جريدتنا الأعزاء لنتقاسم معهم قليلا من هم رياضتنا...