اختتمت أمسية اليوم الأربعاء أشغال اليوم الدراسي حول "بورصة الشراكة" الذي نظمه الشباك الوحيد غير المركزي لتطوير الاستثمار بحضور ممثلين عن مؤسسات مالية لولاية الجلفة و ممثل المدير الولائي للصناعة، و كذا ممثل مدير أملاك الدولة، بالإضافة إلى المدير العام لصندوق ضمان القروض للمؤسسات الصغيرة و المتوسطة (الفقار)، و نائب المدير الجهوي لبنك "البركة" بغرداية. و في كلمته حول الهدف من تنظيم هذا اليوم الدراسي، أكد السيد "جمال ابراهيمي" ممثل الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار على أن آلية "بورصة الشراكة" كفيلة بتقديم بنك أفكار ثرية و فرص شراكة حقيقية، مشيرا إلى الدور البارز الذي تضطلع به الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار من خلال الآليات التي توفرها للمستثمر الجزائري. فبالإضافة إلى عمليات الاستقبال والمرافقة على مستوى هياكلها المركزية والجهوية، فهي تمنح امتيازات تحفيزية لمختلف المشروعات الاستثمارية عن طريق التخفيضات الضريبية التي تصل إلى حد الإعفاء لمدّة 10 سنوات كما هو الشأن في ولاية الجلفة بعدما كانت لوقت قريب 3 سنوات فقط. و تطرّق ذات المتحدث إلى الصعوبات التي تصادف المستثمر المحلي و التي قد تعصف بمشروعه كونه "غير قادر على تحقيق نجاعة المشاريع الاستثمارية لغياب الخبرة والتكنولوجيا وفي كثير من الأحيان رأس المال" حسب السيد براهيمي، ليقترح في النهاية اللجوء إلى الآلية المستحدثة و هي "بورصة الشراكة" التي تتيح التواصل مع مختلف المستثمرين الأجانب المهتمين بالاستثمار في الجزائر عن طريق الشراكة الاستثمارية لا سيما في ظل وجود سوق لمختلف المنتجات، يد عاملة مؤهلة وانخفاض تكاليف الإنتاج" وهي المفاتيح الأساسية حسب المتحدث لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. أما السيد "بلقاسم مسعودي"، مدير الشباك الوحيد غير المركزي لتطوير الاستثمار، فقد تطرق إلى واقع الاستثمارات في ولاية الجلفة التي يراها مازالت بعيدة كل البعد عن المقومات الحقيقية لها، إذ تعجب من كون ولاية بها أكثر من "5 مليون رأس أنعام" ولا توجد وحدة واحدة لإنتاج الأجبان، أو لجمع وتثمين الصوف والشعر وإعادة إنتاجه. وأرجع ذات المتحدث ذلك إلى غياب ثقافة الاستثمار الحقيقي في الولاية للمستثمر الجلفاوي نفسه، حيث لازالت كل توجهاتهم نحو قطاعات البناء والنقل. و ضرب مثالا بإهمال الثروة المحلية بمادة الحلفاء التي تمتاز بها المنطقة لتصدر إلى ولاية البليدة لصناعة الورق. كما تحدث ذات المسؤول عن المميزات الأخرى في صناعة النسيج وإمكانية الاستثمار في المحاجر والمقالع، قطاع الاتصالات وقطاع الطاقات المتجددة والتي يتجّه العالم اليوم نحوها كإنتاج الخلايا والألواح الشمسية. و أسهب مسعودي في مداخلته حول "بورصة الشراكة" موضوع اليوم الإعلامي ودورها في توفير قاعدة بيانات مهمة وفضاء رحب للجمع بين طالبي وعارضي مشاريع الاستثمار، مع ضمان سريّة معلومات المستثمرين في قاعدة بيانات البورصة. حيث أشاد بالموقع الإلكتروني للوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار التي تعتبر السبّاقة في توفير الإحصائيات والأرقام المختلفة وتحيينها الدوري لكل القطاعات المعنية بالاستثمار. من جهته تطرق ممثل مدير الصناعة بولاية الجلفة لأهمية الموقع الجيوستراتيجي للجلفة للمبادرة بالاستثمار بها، فهي الولاية الوحيدة التي تحدّها 09 ولايات وتتخذ مركزا مهما في قلب الجزائر. هذا وقد تطرّق إلى وجود 535 مؤسسة صغيرة ومتوسطة بولاية الجلفة تشتغل منها 64% في قطاع البناء والتعمير وحده حسب إحصائيات 2012، بالإضافة إلى "النسيج الصناعي بالولاية المتكوّن من 30 مؤسسة صناعية (أغلبها صناعات غذائية)، وهي أرقام جد ضعيفة بالمقارنة مع الإمكانيات المتاحة التي تزخر بها ولاية الجلفة و الآليات المختلفة للاستثمار التي توفرها الدولة الجزائرية وتزخر بها المنطقة" يقول ذات المتحدث، ليختتم كلامه بالحديث عن أهمية الهيئة الجديدة التي عرفتها الولاية وهي وكالة التقييس (ISO) و دورها في تشجيع الشراكة الاستثمارية. كما أكد ذات المتحدث أن مصالحه قد سجلت مؤخرا الشروع في تهيئة و تسييج جميع مناطق النشاطات الخمس الموجودة بولاية الجلفة من أجل توفير المناخ الملائم للاستثمار بالولاية. جدير بالذكر أن هذا اليوم الدراسي الذي تم بمساهمة الجريدة الإلكترونية "الجلفة إنفو"، قد شهد تنظيم معرض حول آليات التمويل ببهو دار الصناعة التقليدية، و هذا بحضور بعض ممثلي مؤسسات التمويل المالي و مختلف الفاعلين في ميدان الاستثمار و الاستشارة. كما شهد هذا اليوم غياب مدير أملاك الدولة و مدير وكالة البنك الخارجي الجزائري باعتباره وصاية الصندوق الولائي لضمان الإستثمار بولاية الجلفة الذي غاب ممثله أيضا عن هذا اللقاء. معرض لصور اليوم الإعلامي