سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الجلفة إنفو" تستقصي أزمة التيفوئيد بحد الصحاري لدى مسؤولي قطاع الصّحّة بالولاية ... نتوقّع استقبال مزيد من الحالات لغاية بداية شهر جويلية ونؤكّد على أن العلاج متكفّل به
متابعة منها لتداعيات مرض "التيفوئيد" الذي ألمّ بمدينة حد الصحاري، تنقّلت "الجلفة إنفو" إلى مقر مديرية الصّحّة و حاورت أحد المسؤولين، كون المدير في عطلة مرضية، حيث قدّم بعض التوضيحات بخصوص داء التيفوئيد الذي ظهرت بؤرته بأحد أحياء مدينة حد الصحاري. مضيفا أن "المواطن من حقه أن يعرف الحقيقة و لكن دون تهوين ولا تهويل للأمر". و قد فنّد ذات المسؤول انتشار المرض إلى الأحياء المجاورة مؤكّدا على أن حي "أحمد زبانة" (القصبة) فقط هو الذي شكل بؤرة لداء التيفوئيد "حيث أن هذا الحي يعتبر من أقدم أحياء المدينة التي لم تعرف تغييرا في قنوات الصرف الصحي و شبكة الماء الشروب قديمة وكذا الخزان قديم" على تعبير المسؤول. كما أكد ذات المتحدّث على أن كل المرضى من حي "أحمد زبانة" أو كانوا متواجدين به و استهلكوا الماء الموبوء. ولم يتوان ذات المسؤول بمديرية الصحة عن تحميل مسؤولية ما حدث بمدينة حد الصحاري الى كل من الجماعات المحلية ومصالح الري مشيرا الى أن مهمة مصالح الصحة مراقبة معالجة المياه، و حين انتشار وباء معيّن تقوم بتحديد منبع العدوى و التكفل بالمرضى. و بالعودة الى كرونولوجيا الحدث، أكّد ذات المتحدث أنه قد تم استقبال أولى الحالات المشكوك فيها يوم 04 جوان الماضي، و بعد إجراء التحاليل الضرورية على المرضى تم اتخاذالإجراءات اللازمة يوم الخميس 13 جوان بداية من غلق الخزان الممون لحي "أحمد زبانة"و قطع توزيع المياه الصالحة للشرب عبر القنوات، و تطويق الحي.و نظرا لإجراءات قطع التموين يوم 13 جوان و كذا تطويق بؤرة الوباء بالحي، أكد محدّثنا أنه يجب انتظار فترة أسبوعين على الأقل أين يمكن خلالها استقبال مرضى جدد و الى غاية بداية شهر جويلية المقبل. أما فيما يتعلّق بالتكفّل بالمرضى، فقد أشار ذات الإطار الى أنه قد تم تخصيص مصلحة الأطفال بمستشفى "عين وسارة" للمرضى النساء و الأطفال بعدد 15، و قاعة كبيرة أخرى تم تخصيصها للرجال بأقصى عدد 14، و حينما يتوافد عدد أكبر من قدرة المستشفى يتم توجيههم إلى مستشفى حاسي بحبح. وعزا المسؤول بقطاع الصحة تحويل المرضى الى مستشفى حاسي بحبح الى كون هيكل مستشفى بعين وسارة قديم يعود لسنة 1954، بطابقين، وبقدرة استقبال إجمالية لمرضى الوباء تقدر ب 39 شخصا. و بلغة الأرقام فقد تم خلال الفترة من 04 جوان الماضي إلى 24 جوان استقبال 37 مريض بمستشفى عين وسارة لتلقي العلاج اللازم، منها 14 حالة مؤكدة بداء التيفوئيد، تم بالموازاة مع ذلك مقارنتها و التأكد من نفس الجرثومة عن طريق التحاليل لدى مخبر باستور بالجزائر العاصمة. من جهة أخرى و حسب طبيب أخصائي متابع للعملية، فقدأكّد هذا الأخير ل"الجلفة إنفو" بأن المعالجة كانت في السابق كلاسيكية لمدة 21 يوم و نسبة الوفيات تقدر ب 01% و حتى حال خروج المريض يمكنه أن يكون حاملا للجرثومة (البكتيريا) معه، و حاليا تستعمل الجزائر طريقة جديدة في العلاج بتكاليف أكبر تقدر بحوالي 20 مليون سنتيم للمريض لمدة 10 أيام و لكن بنتائج مضمونة بنسبة 100 %. كما أشار الطبيب المختص الى أنه في حالة تأكد خمس حالات من منطقة واحدة يتم اعلان حالة الوباء، بمعنى أن المرض هو وباء حاليا. و دعا ذات المختص المواطنين الى التبليغ عن أي توصيل غير "قانوني" للقنوات كون ذلك يقف وراء انتشار الأوبئة. أي أنه يجب على المواطن أن يتحلى بثقافة حماية المجموعة و إلا فان عواقب السلوكات الفردية يتحملها الجميع، مضيفا أن صرف صحي جيّد (un bon assainissement) هو الوقاية الأولى و الأخيرة من هذه الأمراض. في ذات السياق، أكدت مصادر من مديرية الصحة بولاية الجلفة أنه قد تم تنصيب خلية أزمة في العيادة المتعددة الخدمات لمدينة حد الصحاري تتكون من أطباء و ممرضين و كذا تسخير سيارة اسعاف من أجل تحويل أي حالة يتم الشك فيها الى مستشفى عين وسارة لإخضاعها للتحاليل و العلاج. كما أفاد نفس المسؤول بأن مصالحه قد تنقلت رفقة الأمين العام للولاية الى مدينة حد الصحاري يوم السبت 15 جوان أين تم معاينة إجراءات تجديد شبكة الصرف الصحي والاجتماع بمسؤولي القطاعات المعنية وتقديم أوامر مستعجلة للبدء في الأشغال.