يعيش سكان حي أحمد زبانا، بلدية حد الصحاري 100 كم عن مدينة الجلفة، حالة من الهلع بعد تأكيد إصابة ثلاثة أشخاص بالتيفوئيد فيما استقبل مستشفى عين وسارة أكثر من 33 حالة تعاني من أعراض أولية في انتظار نتائج التحليل، الى جانب هذا تبقى لغة التضارب في الأرقام تميز قضية التيفوئيد نتيجة تعامل الجهات المعنية. لم يتمكن بيان ديوان الوالي الذي نفى في وقت سابق إصابة 40 شخصا بمرض التيفوئيد مؤكدا إصابة 4 حالات فقط، أن يخلق حالة الاطمئنان ببلدية حد الصحاري، خصوصا، بعد استقبال المؤسسة الاستشفائية بعين وسارة منذ أول أمس ل33 حالة جديدة يشتبه في إصابتها بأعراض مشابهة، واكتفت السلطات الولائية ببيانات الاطمئنان واتخاذ إجراءات استعجالية من بينها وقف التزود بالمياه الصالحة للشرب على الحي إلا بعد الانتهاء من التحاليل. وقالت مصادر رسمية ل«الشعب» أن التقارير الأولية تؤكد أن الماء سليم ، وأضافت ذات المصادر «لو أن المشكل في الماء لأصيب عدد كبير من السكان»، لكن ذات المصادر لم تؤكد أو تنفي أن هناك أسبابا أخرى وراء إصابة الأشخاص الثلاثة. في سياق متصل، قال النائب في البرلمان حمى محفوظ أن الحي لم يستفد من مشاريع تنمية وتهيئة منذ السبعينات مؤكدا قدم شبكات التزويد بالمياه، لكنه استبعد في اتصال مع «الشعب» ان يكون الماء سبب الحالات التي تأكد اصابتها، وأردف النائب «رب ضارة نافعة، قد تكون هناك حالة هلع بالحي ما أدى إلى لجوء الجميع إلى المستشفى، لكن هذا أدى إلى التفاتة السلطات التي خصصت مليار و300 مليون من أجل إعادة شبكة المياه وقنوات الصرف». من جانبها زارت أول أمس لجنة الصحة بالمجلس الولائي مستشفى عين وسارة للوقوف على الحالات المصابة، وحسب مصادر «الشعب» فإنه وإلى غاية منتصف نهار الأحد استقبل مستشفى عين وسارة 33 حالة تحت الرقابة فيما عجز عن استقبال أربعة أشخاص آخرين نتيجة الاكتظاظ الذي يعرفه المستشفى ورغم مساعي البعض من أجل استقبال مستشفى حاسي بحبح لحالات جديدة إلا أن الأمر بقي مجرد وعود. والى ذلك، قامت السلطات المحلية ببلدية حد الصحاري باتخاذ إجراءات للحيلولة دون انتشار المرض، حيث يتم تزويد الحي بالصهاريج بعد قطع التزود بالمياه، بالمقابل لا تزال أحاديث الشارع عن وجود رائحة كريهة في الحنفيات رغم تأكيد المصالح المختصة سلامة شبكة المياه، إضافة الى هذا قال السكان في تصريحات متطابقة ل«الشعب» أن الإصابة بالداء قد تكون ناتجة عن بعض الخضروات الموسمية حيث عرفت الولاية إصابات مماثلة صائفة 2009 بأحد أحياء مدينة الجلفة نتيجة الخضروات. وفي ظل التضارب في الأرقام، فإن حد الصحاري تعيش حالة استنفار قصوى نتيجة الشكوك التي بدأت تخيم على السكان، إضافة إلى وجود أعراض توحي أن المرض بدأ في الانتشار.