يبدو أن هناك أطرافا تريد جر المنطقة الهادئة إلى الفوضى وفي هذا الوقت بالذات تزامنا مع زيارة "عبد المالك سلال" رئيس الحكومة، وترقب سكان هذه الولاية لمزيد من تشجيع التنمية وإضافة مشاريع أخرى للحد من البطالة والفقر على غرار ولايات مجاورة... في هذا الوقت الحرج هناك أطراف عن حسن نية أو عن غباء تريد خلق الفوضى والتشويش على مثل هذه الزيارة و إلا كيف نفسر إقحام حي شعبي كبير كحي مجمع "مائة دار" الذي يعد من أفقر الأحياء وأكثرها كثافة ويزخر برصيد شباني هائل يعاني معظمهم البطالة والتهميش... كما أن هذا الحي لا يحتوي على مرافق حيوية مثل بعض الأحياء المحظوظة، اللهمّ إلا مركز بريدي وملعب لم تفتح أبوابه منذ 1980 ومازالت الأشغال تراوح مكانها إلى جانب مصحة لا تقدم خدمات كبيرة في مستوى هذا الحي كما ان مؤسسة التربية ضمت ما تبقى من مساحات كانت مخصصة للعب الأطفال... وبما ان هذا الحي الذي يضم أكثر من 30 ألف ساكن صار شبه معزول بعد إغلاق الجسر الشمالي منذ أكثر من 5 أشهر والجسر الجنوبي أصبح هو كذلك معرض للسقوط بسب كثافة المركبات بعد إغلاق الجسر السالف الذكر، ولم يبق لسكان الحي إلا الممر الوحيد الذي بني منذ 35 سنة خلت، هو الآخر تعرض في جزئه الشرقي إلى"الابتزاز" و التضييق بفعل البناء مما جعل سالكيه يخشون عبوره ليلا بعد الاعتداءات المتكررة على المارة في غياب التهيئة والإنارة... وخلال اللقاء الأخير للساكنة مع رئيس البلدية طرح بحدة موضوع تهيئة الممر و توسعته، ويبدو أن رئيس البلدية أخذ انشغالات السكان على محمل الجد وبدأت عملية التهيئة هذه الأيام قبيل شهر رمضان وحاجة السكان عبوره ليلا، مما ارتاح له السكان وخاصة أن هذا الممر يربط الحي بوسط المدينة، كما أن المتمدرسين يعبرونه يوميا للانتقال إلى متوسطة "فضيلي" أو ثانوية "النجاح"... لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فبعد الشروع في عملية التهيئة المذكورة ودون سابق إنذار تخرج من الأفق 3 جرافات في مشهد كنا لا نراه إلا في التلفزيون في غزة والضفة لتتناوب هذه الجرافات على التهام ما بني أمام الجسر سابقا ولاحقا أمام حيرة الساكنة الذين ظنوا في البداية أن العملية تدخل في إطار التهيئة وتوسعة الجسر ليأتيهم الخبر غير السار وهو ظهور مالك الأرض من تحت الردم، وان العملية تدخل في حماية الملكية... ولكن السؤال الذي يريد ان يطرح نفسه هو كيف ظهر هذا المالك في هذا الظرف بالذات وأين كان لما شيد الممر؟ لما استغرقت الشركة أكثر من عام وهي تدق الأرض، أم أن الدولة في ذلك الوقت لها هيبتها وسطوتها، ثم هذا المالك إذا كان يحوز الوثائق لماذا لم يلجأ إلى الحوار أو إلى التفاوض مع السلطات المخولة من أجل ضمان حقه بالقانون وخصوصا أن الحوار مفتوح مع رئيس البلدية الذي يمشي في الأسواق و يجوب الأحياء ليحاورهم في مشاكلهم... أم أن له اليد الطولى ويريد لي ذراع الدولة... أن ما يخشاه العقلاء هو جر الشباب وخاصة شباب الحي إلى الحرق وارتكاب الحماقات ولكن ليعلم مثل هؤلاء أن في الحي رجال وإطارات وعقلاء لا يمكن أن ينساقوا إلى تصرفات تضر بالدولة وممتلكاتها ولكن يناشد هؤلاء كل السلطات وعلى رأسهم والي الولاية الذي بلغنا تثبيته بأن يدافع على الغلابة بسيادة القانون وتطبيقه فآن الأوان أن تمد الجسور لهذا الحي، جسور الحوار وجسور الاسمنت، خاصة هذا الممر الذي يجب أن يحول إلى طريق مزدوج للمارة والمركبات كما يصر عليه السكان الآن...و هو المطلب الذي يجب أن يوضع على طاولة رئيس الحكومة في زيارته المرتقبة.