ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على لبنان إلى 3583 شهيدا و 15244 مصابا    هولندا ستعتقل المدعو نتنياهو تنفيذا لقرار المحكمة الجنائية الدولية    الرابطة الأولى موبيليس: شباب قسنطينة يفوز على اتحاد الجزائر (1-0) ويعتلي الصدارة    ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء وتكثيف الدعم لها لضمان تحقيق أهدافها    ندوة علمية بالعاصمة حول أهمية الخبرة العلمية في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة : عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    قريبا.. إدراج أول مؤسسة ناشئة في بورصة الجزائر    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    الفريق أول شنقريحة يشرف على مراسم التنصيب الرسمي لقائد الناحية العسكرية الثالثة    اجتماع تنسيقي لأعضاء الوفد البرلماني لمجلس الأمة تحضيرا للمشاركة في الندوة ال48 للتنسيقية الأوروبية للجان التضامن مع الشعب الصحراوي    تيميمون..إحياء الذكرى ال67 لمعركة حاسي غمبو بالعرق الغربي الكبير    ربيقة يستقبل الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين    توقرت.. 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الجزائر ترحب "أيما ترحيب" بإصدار محكمة الجنايات الدولية لمذكرتي اعتقال في حق مسؤولين في الكيان الصهيوني    هذه حقيقة دفع رسم المرور عبر الطريق السيّار    عطاف يتلقى اتصالا من عراقجي    توقيف 55 تاجر مخدرات خلال أسبوع    مكتسبات كبيرة للجزائر في مجال حقوق الطفل    حوادث المرور: وفاة 11 شخصا وإصابة 418 آخرين بجروح بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    أدرار: إجراء أزيد من 860 فحص طبي لفائدة مرضى من عدة ولايات بالجنوب    توقيف 4 أشخاص متورطين في قضية سرقة    بوغالي يترأس اجتماعا لهيئة التنسيق    الجزائر العاصمة.. وجهة لا يمكن تفويتها    سوناطراك تجري محادثات مع جون كوكريل    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    غزة: 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا ببيت لاهيا شمال القطاع    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    الجزائر تتابع بقلق عميق الأزمة في ليبيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    التسويق الإقليمي لفرص الاستثمار والقدرات المحلية    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    شايبي يتلقى رسالة دعم من المدير الرياضي لفرانكفورت    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    ماندي الأكثر مشاركة    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. بشار عواد معروف: ألفت "التشيّع بين مفهوم الائمة و المفهوم الفارسي" لتبصير إخواننا و أنصح الجزائريين بالتمسك بالعقيدة الاسلامية الصحيحة وبمذهب الإمام مالك
الجزء الثاني و الأخير من اللقاء الخاص و الحصري مع "الجلفة إنفو" ...

في الجزء الثاني و الأخير من الحوار المطوّل والشيّق مع العلامة الدكتور المحدّث الاعظمي البغدادي العراقي بشار عواد معروف يواصل فيه حديثه عن مدى إنصاف المستشرقين الألمان في نقل وتحقيق التراث العربي مع اعتزازه الكبير باللغة العربية باعتبارها رافد الأمة وشعار الإسلام ، متناولا كذلك كتاب صحيح البخاري وطريقة عمله مع ذكر المعوقات التي اعترضت سبيله خلال اشتغاله بعلم الحديث بالإضافة إلى تأليفه لكتب مصادرها علماء الشيعة يدحض من خلالها سفه عقيدتهم المبنية على سب الصحابة وعدة نقاط مهمة و مفصلية يتأكد من خلالها القارئ أن الشيخ العلامة موسوعة علمية في التاريخ وعلم الحديث تهتدي به الكثير من العقول الحائرة.
قلت في حديث عابر أنك مجتهد ولا يجوز لك إتباع مذهب بعينه، هل لك أن تحدثنا عن مذهبك الفقهي ؟
متى مابلغ المرء مرتبة الإجتهاد في القرآن والسنة وعرف أصول إستنباط الأحكام لا يجوز له بعد ذلك التقليد أنا حنفي المذهب في الأصل، لكن أنا لا يجوز لي بعد أن تفقهت في حديث النبي (ص)، وعرفت الصحيح من غير الصحيح أن أتبع مذهبا معينا، فأنا مجتهد لنفسي لا أفتي بذلك ولا أقول به لأحد، يعني أنا أخذ بالرأي الراجح عندي، فمثلا الأحناف لا يرفعون اليدين عند الركوع وأنا أرفعهما، الأحناف لا يجهرون بآمين وأنا أجهر بها، إذا هي إختيارات فقهية معينة ، مثلا الأحناف والحنابلة والشافعية لا يقولون ب"المغارسة" وأنا أقول بها وأراها من أحسن الأشياء ودافعت عنها دفاعا كبيرا حتى أني وجهت ولدي الدكتور محمد نحو ذلك حتى نال شهادة الدكتوراه عن دراسة بعنوان" المغارسة عند المالكية" ، طبعا لما درست الموطأ وشروحه ونوازل المالكية وكل هاته المسائل فلا يحق لي بعد ذلك إلا أن أنتقي، فمتى مابلغ المرء مرتبة الإجتهاد في القرآن والسنة وأصبح عالما بهما وعرف أصول إستنباط الأحكام لا يجوز له بعد ذلك التقليد، فالعلماء يختارون من بين المذاهب جميعا، مع احترام المذاهب ككل وأنا دائما في إجازاتي أقول:" ..وأن تحترموا الأئمة المتبوعين وأن تعرفوا لهم حقهم......" ، أنا هنا لست ممن يقلل من أهمية الإتباع، فواجب على كل مسلم غير مجتهد أن يقلد أحد المذاهب بل لا بد له من ذلك
قلت في مداخلة لك أن العربية وعاء للعلماء وأن الألمان من أنصف المستشرقين...؟
تراثنا يتمثل بالدرجة الأولى في لغتنا العربية، فمتى حافظنا عليها حافظنا على هويتنا طبعا العربية شعار الإسلام، واللغات من أكبر المكوّنات والعوامل التي تؤدي إلى اللُحمة وإلى تكوين عقل متجانس بين الناس، لأنك بهذه اللغة تفكر نفس التفكير و تقرأ نفس التراث، لماذا نحن نخاف من الفرانكفونية ومن تعلم أبنائنا اللغات الأخرى لتكون لغتهم الأم ، لأنه حتما تفكيرهم سوف ينقلب إلى ذلك المجتمع ليأخذوا من عاداتهم وتقاليدهم الصالحة منها والطالحة، نحن تراثنا وهويتنا يتمثل بالدرجة الأولى في لغتنا العربية، فمتى حافظنا عليها حافظنا على هويتنا....
أما ما تعلق بقولي أن المستشرقين الألمان من أنصف فهو أمر صحيح، لأن الألمان لم يدخلوا في الإستعمار سواء في الخليج أو دول إفريقيا أي لم تكن لهم أهداف معينة عكس الفرنسيين والإنجليز، في سنة 1982 أخذت سنة تفرغ في جامعة كامبردج، وكان البروفيسور "سارجون" أحد الأساتذة الإنجليز المشهورين في ذلك الوقت يشغل منصب مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وكنت في تواصل معه، وكان يقول لي أنه مختصص في تعداد جنوب الجزيرة العربية وقال أنه اشتغل لمدة سنتين مستشارا للأمير البدر أيام الثورة اليمنية في قتاله ضد الجمهوريين وهذا ما يفخر به كما أنه يفتخر بأنه كان ضابطا في المخابرات البريطانية وهو لا ينكر ذلك، في مقابل ذلك نجد الألماني الشهير "بروكلمان" مؤلف كتاب "تاريخ التراث العربي" كان هدفه من ذلك خدمة التراث لا غير وأنا رأيت ذلك فيهم من خلال صداقتي مع أساتذة ألمان كالبروفيسور "شبولر" و"فان آيس" و"رودلفر زورهايم" هذا الأخير كتب تقريرا أفتخر به قال فيه "أن جامعة "فرانك فورت" لتفتخر بأن تصدر بترقية هذا الأستاذ القدير "معروف العواد" الذي ما ظننا أن في العرب من يكتب مثل كتاباته وتحليله".
ما هي أهم المشاكل التي تلقيتموها خلال اشتغالكم بعلم الحديث ؟
في الدراسات الاستقرائية نستطيع أن نكون أحسن من المتقدمين، هذه الفكرة مع الأسف تُحارَب من قبل الجامدين الذين يعتقدون مثلا أن مقدمة "ابن الصلاح" انتهى العلم عندها مشكلة أهل الحديث عندنا في عصرنا الحاضر أنهم يعتقدون أن ما في كتب المصطلح هي قوانين ثابتة وهذا غلط محض، الذين كتبوا كتب المصطلح سبروا أعمال المتقدمين وعلى أساسها عملوا كتب المصطلح، فهذا السبر إما كان كاملا وإما كان ناقصا، فعندئذ لابد من إعادة النظر في الدراسات الحديثة بكل قانون من القوانين الموجودة في كتب المصطلح بالدراسة والتمحيص، لأننا اليوم في رأيي نحن أقدر من المتأخرين على الدراسة لعدة أسباب، أولا لأن الكتب التي عند المتأخرين (عند الحافظ بن حجر وعند الذهبي) وصلت إلينا في الأغلب الأعم، ما فات منها شيء كثير، ثانيا أننا الآن نحن عندنا الكهرباء، الطباعة، الفهارس ثم عندنا الكمبيوتر (حافظ العصر)، ولذلك نحن في الدراسات الاستقرائية نستطيع أن نكون أحسن من المتقدمين، هذه الفكرة مع الأسف تُحارَب من قبل الجامدين الذين يعتقدون مثلا أن مقدمة "ابن الصلاح" انتهى العلم عندها، وأن الحديث قد اكتمل واحترق وأن لا دراسة في الحديث بعد ذلك، هذا الكلام كله غير صحيح. الأول أن مناهج المتقدمين هي التي يجب أن تعتبر أقصى حدود الاعتبار، وأن مناهج المتقدمين نعرف القليل منها وأكثرها لا نعرفها، وتحتاج إلى دراسات موسعة، ثانيا أن فكرة قياس تصحيح الحديث على السند هي فكرة غير صحيحة، تحتاج هذه الفكرة إلى إعادة الدراسة لأن الثقة قد يخطئ ولأن الضعيف قد يصيب، فعندئذ قد يكون الضعيف حديثه صحيحا، وقد يكون الثقة حديثه غير صحيح، وهذا لا يُعرف إلا بما يسمى بعلم العلل، والعلل مع الأسف الشديد من العلوم الصعبة جدا التي ينهزم أمامها ويهرب منها المشتغلون بالحديث النبوي لأنها صعبة، وهي عملية عقلية تحتاج إلى تفكير وموازنة وإلى رسومات وعمل جداول وعمل أشجار للأسانيد وللمتون واختلافها وكيفية تنظيمها ونظرة العلماء إليها وما إلى ذلك.......فيأتي الإنسان الذي تربى على كتب المصطلح فيُسفّه أراء هؤلاء المجددين الذين ينظرون إلى دراسة الحديث بمنظار يختلف عن هذا المنظار، مثلا الحافظ بن حجر العسقلاني كان يدافع عن البخاري في "هدي الساري" في المقدمة لما جاء إلى الرجال المتكلم فيهم في هدي الساري كانت له في كثير من الأحيان، نحن نأخذ على الغلبة، إما أن يوثق هؤلاء أي يقول أن الكلام الذي قيل فيهم غير صحيح وأن الغالب عليهم الصدق والصحة بالضبط...
ومثالا على ذلك هو طريقة الحافظ بن حجر في الدفاع عن الرجال المتكلم فيهم فيمن روى البخاري، وهو بحسب ما ذكرهم 400 شخص في "هدي السالك" تُكلّم فيهم، منهم من تُكلم فيهم بحق ومنهم من تكلم فيهم بباطل، جُرحوا بأشياء لا تجرح، المهم الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى هو عالم كبير، لكن طريقة دفاعه عنهم بالأغلب الأعم كانت تتجه نحو اتجاهين، إما أن يؤكد على قضية محاولة إصعادهم إلى مراتب التوثيق، أو يقول أنه حين لا يجد منهم بدا من الإيمان بضعف الراوي هذا، بأنه لم يخرج له في الحلال والحرام، بل أخرج له في الطب حديثين وأخرج له في المتابعة و في الفضائل ....الخ ، فيعتذر بذلك وهذه الطريقة في رأيي غير صحيحة.
الإمام البخاري كان ينتقي من صحيح حديث المتكلم فيهم، طبعا الضعيف أو المتكلم فيه عنده أخطاء كثيرة أو قليلة لكن عنده أحاديث صحيحة...أما الطريقة الصحيحة أن يقال (وهي التي اتبعناها وبرهنا عليها ونجحت البراهين مائة بالمائة) أن الإمام البخاري كان ينتقي من صحيح حديث المتكلم فيهم، طبعا الضعيف أو المتكلم فيه عنده أخطاء كثيرة أو قليلة لكن عنده أحاديث صحيحة، لا بد أن تكون عنده أحاديث صحيحة، والدليل على ذلك بالمتابعة والمخالفة، أن هؤلاء الذين انتقى من حديثهم الصحيح قد توبعوا على حديثهم، بحيث لو أسقطت هذا الراوي من الإسناد بقي الحديث صحيحا من طريق آخر بسنده ومتنه، وحتى أثبت ذلك كلفت أحد تلامذتي بجامعة العلوم الإسلامية العالمية في الأردن بأن يكتب عن "إسماعيل بن أبي أويس" وهو ضعيف يعتبر به في الشواهد و المتابعات، ويكتب عن الأحاديث التي رواها له البخاري، وكان عنوان الرسالة "روايات إسماعيل بن أبي أويس في صحيح البخاري"، وجمع هذا الطالب المجد 232 حديثا رواها البخاري، وهو ابن أخت الإمام مالك لكنه رجل ضعيف معروف، الكلام الذي بمجموعه يؤول إلى أنه ضعيف، لكن ضعفه أخف من غيره. المهم أننا وجدنا من 232 حديثا كلها أحاديث متابعة بحيث لو اسقطنا إسماعيل ابن أبي أويس لبقيت جميع الأحاديث التي رواها البخاري صحيحة، منها 80 حديثا في الموطأ، وهذا يدل على أن البخاري كان يستطيع أن يروي عن رجل ثقة مثلا عن عبد الله بن يوسف التنيسي أو عبد الله بن مسلمة القعنبي أو معن بن عيسى القزاز أو أبي مصعب الزهري أو أي شخص آخر ممن اتصل بهم البخاري ويعرفهم معرفة قوية، لماذا لم يخرج له إلا من طريق إسماعيل بن أبي أويس مثلا، هاته تحتاج إلى دراسات أوسع من هذا ، لماذا ذهب إلى إسماعيل ولم يذهب إلى عبد الله بن يوسف التنيسي في حديث في الموطأ، فهو لم يكن ينظر حقيقة إلى هؤلاء الأشخاص، بل كان ينظر إلى صحة الحديث، إلى متن الحديث الصحيح، بموجبه كان يذهب وبالمتابعات التي توبع عليها هذا الراوي ويعلم أن هذا مما رواه هذا الراوي المتكلم فيه على الوجه الصحيح فكان ينتقي من حديثه، هذه النظرية تحتاج إلى زيادة في الدراسة، وأنا قدمت لها نماذج في مقدمتي لكتاب "الجمع بين الصحيحين" لعبد الحق الإشبيلي الذي أقام ببجاية و الذي حققه الشيخ "طه بن علي بوسريح" وقدمت له وراجعته في 50 صفحة تقريباً، وفيها أمثلة في هذا الأمر.
الدكتور بشار العواد أنت قلت إن عمل البخاري سحر وهذا ينطبق على كتابه "صحيح البخاري" كيف ذلك؟
دائما نقول أن منزلة البخاري بين المحدثين كمنزلة أبي بكر بين الصحابة، لالا الناس يقولون أن هذا على شرط البخاري، ومن أين يعرفون شرط البخاري، في التاريخ لا يعرفونه !، فيعرفونه في الصحيح كيف انتقى هذه الأحاديث؟ بعد أن لم يضع هو مقدمة لهذا الكتاب ولم يبين كيف صنفه ! كان كلما يضع حديثا في هذا الصحيح يصلي ركعتين، معروف هذا الكلام عن الإمام البخاري. مرة أحضر للبخاري 10 أحاديث مقلوبة الأسانيد وكلها يجيب عنها "لا أعرفه، لا أعرفه".... ولما انتهوا قال لهم أما الحديث الأول فصحيحه كذا وكذا ، وأما الثاني فكذا وكذا إلى إنتهى إلى الأخير، فتعجب منه أهل بغداد وهم أهل العلم ومعدنه وأقروا له بالإمامة. وصحيح البخاري من أعظم الكتب التي يمكن أن يتصورها الإنسان، الإمام أراد أن يقدم الإسلام على طبق من ذهب بعقيدته وبعبادته وبسلوكه وأخلاقه، ولذلك أراد أن يطبق أم الكتاب "الفاتحة" في هذا الكتاب، لماذا يسمونها "أم القرآن" لأنها تحتوي على جميع المفاصل الإسلامية العظمى، أركان الإسلام فيها، العقيدة، العبادات، السلوك... لذلك دائما نقول أن منزلة البخاري بين المحدثين كمنزلة أبي بكر بين الصحابة، ولا يوجد في الدنيا صحابي يمكن أن يوازي أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين، هل رأيتم في يوم من الأيام سيدنا أبا بكر خالف النبي صلى الله عليه و سلم في شيئ من الأشياء؟.
ما هي ملامح المدونة الحديثية عند الشيعة، و هل عندهم جرح وتعديل ؟
الخميني يقول في كتابه "الحكومة الإسلامية" "إن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مكانا لا يبلغه نبي مرسل ولا ملك مقرّب، وأنهم كانوا قبل أن يخلق الله الأرض و السموات أنوارا تحيط بالعرش "... الحديث عند الشيعة ليس كما الحديث عندنا، لأنهم يؤمنون بأن الصحابة قد ارتدوا بعد وفاة النبي (ص) إلا أربعة وهم عمار وسلمان وأبو ذر والمقداد، وهم لا يأخذون الحديث عن أي صحابي حتى عن الصحابة الذين كانوا من الموالين لسيدنا علي رضي الله عنهم أجمعين. فالحديث عند الشيعة كما يروونه هم في كتبهم، هو ما اتصل سنده برواية العدل الثقة الضابط (عندهم طبعا) إلى الإمام المعصوم، والأئمة المعصومون عندهم هم إثنا عشر إماما... من سيدنا علي إلى الإمام المنتظر الذي يزعمون أنه غاب (وهو لم يولد أصلا)، فلذلك الحديث متى ما وصل إلى المعصوم أصبح متصلا، يعني إذا وصل إلى الحسن العسكري وهو في القرن الثالث هجري أصبح متصلا عندئذ، هذا باعتبار أن العلم ينتقل من الله إلى الرسول ثم إلى الأئمة المعصومون وهم أفضل عندهم من الأنبياء والمرسلين ....الخميني يقول في كتابه "الحكومة الإسلامية" صفحة 52 من الطبعة النجفية التي كتبها باللغة العربية "إن من ضرورات مذهبنا أن لأئمتنا مكانا لا يبلغه نبي مرسل ولا ملك مقرّب، وأنهم كانوا قبل أن يخلق الله الأرض و السموات أنوارا تحيط بالعرش "...
هل حققت كتبا في التراث الحديثي الشيعي وتعاملت معها ولو في إطار الدراسات المقارنة ؟
من الكتب التي أعتز بها والتي رددت بها بهدوء وأردت أن أبصر إخواننا من جهال الشيعة، و الشيعة هم مواطنون ينبغي أن نحترمهم ونقدرهم لكن نحن نخالفهم في العقيدة لا شك في ذلك، أرجوا أن نفرق بين التشيع العربي والتشيع الفارسي ولي كتابا في ذلك وإن لم يطبع بإسمي، لكن أصبح اليوم معلوما لا يخفي على الناس و هو "التشيع بين مفهوم الائمة و المفهوم الفارسي " بأكثر من 400 صفحة وترجم هذا الكتاب النفيس إلى عدة لغات منها الإنجليزية والأوردية و البنغلاديشية والفارسية حسب ما أعلم ونال شهرة كبيرة، وطبع عدة طبعات، وبينت فيه باسم "محمد البنداري" المستعار كيف أن التشيع العربي الذي كان يؤمن بأفضلية سيدنا علي و بمنزلته ومكانته تحول إلى تشيع فارسي غالي ولاسيما في العهد الصفوي، فنحن نبصّر إخواننا، كما ألفت كذلك كتابا صغيرا اسمه "علي و الخلفاء" وهو من الكتب التي أعتز بها، حيث أن هذا الكتاب يعتمد في كل مصادره على مصادر شيعية بينتُ فيه العلاقة الحميمة بين سيدنا علي و أبا بكر و بين عمر و سيدنا علي وكيف ان سيدنا عليا قد سمى أولاده بأبي بكر وعثمان وعمر، وأن آخر من بقي من أولاده في الدنيا هو عمر بن أبي طالب يسمونه بعمر الأشرف، وأن الحسين عنده أبو بكر وعمر وعثمان وأن الحسن كذلك عنده أبو بكر وعمر وعثمان وأن موسى ابن جعفر سمى ابنته عائشة على اسم زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وبينا هذه الأمور بالتفصيل وهي كلها من كتب الشيعة، ولو كانوا هؤلاء الصفويون الذين يكفرون أصحاب النبي ويقتلون اليوم من اسمه عمر وأبي بكر وعثمان، لو كانوا صادقين حقا لاتبعوا أثار أئمتهم أو أئمتنا أو الأئمة الذين يدعون أنهم يتبعونهم ولسموا أبنائهم كما سمى علي أبنائه بأسماء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم...
تملك خزانة ضخمة لمخطوطاتك هي عبارة عن مكتبة غنية، فأين توجد الآن بالأردن حيث تقيم أم بالعراق ؟
هي بالعراق، لم أستطع مع الأسف أن أحولها لعدة أسباب مع الاحتلال الأمريكي للعراق، والآن أصبح الأمر أصعب ولذلك والحمد لله عندي تلامذة نجباء أوفياء وهم كثر عملوا مؤسسة بالعراق اسموها "المؤسسة البشارية للدراسات الحديثية والقرآنية"، وأصبحت الآن عندهم مدارس وحلقات دراسة الحديث النبوي الشريف ودراسة القرآن الكريم، ومنها فروع في منطقة ديالى وفي بغداد وآربيل وفي غيرها، ولكن هي محارَبة حيث قبل سنة إعتقل الأخ الدكتور "أبو فاروق نصير الطائي" الذي يتولى أمانتها العامة وهو من أنجب تلامذتي بالعراق، واستشهد منهم عدد غير قليل منهم الشيخ لطيف العزاوي والشيخ عزيز الدايني والشيخ شيروان محمد وهو كردي نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء، ولذلك أعطيت مفاتيح مكتبتي إلى هؤلاء الطلبة الذين أجّروا بيتا في شارع عمر بن عبد العزيز في الأعظمية وأصبحت مكتبة عامة أوقفتها لطلبة العلم، وعملت مكتبة صغيرة عندي في عمان على قدر العمل فيها حوالي ألفين كتاب وهي كافية....
كلمة أخيرة.....
ننصح أحفاد المجاهدين أن يسيروا على خطي آبائهم وأجدادهم في الجهاد وفي التمسك بالعقيدة الاسلامية الصحيحة وفي التمسك بمذهب الإمام مالك رحمه الله تعالى، فهي التي تعصمهم من أهل الضلالة و الفرق الضالة التي تحاول أن تبث سمومها في هذه البلاد شعب الجزائر شعب معروف بكرمه العربي الأصيل، و لاسيما مدينة الجلفة العربية الأصيلة و التي هي في عظمها من السادات أهل البيت حسنيون أدارسة، فالفضل فضلان، فضل موهوب من الله سبحانه و تعالى لا دخل للبشر فيه كأن يجعله من العائلة الهاشمية الكريمة، و فضل مكسوب يكسبه الإنسان بمزيد من العمل الصالح و من التقوى، فالله وهب فيكم الشجاعة والأنفة والكرم الذي لم نر مثله فى كثير من البلاد، وهذه حقيقة ينبغي أن تذكر، ويكفي شعب الجزائر هذا الجهاد العظيم الذي جاهدتم به الكفار حتى أخرجتموهم مذلولين مقهورين يجرون أذيال الخيبة وكسرتم انف أعظم دولة استعمارية في أوربا ومرغتم رأسها في التراب بجهاد المجاهدين العظماء الجزائريين الذين قدموا أنفسهم وأموالهم ومهجهم في سبيل تحرير الأرض وتخليص العباد من الجور والظلم، فنحن ننصح أحفاد المجاهدين أن يسيروا على خطي آبائهم وأجدادهم في الجهاد وفي التمسك بالعقيدة الاسلامية الصحيحة وفي التمسك بمذهب الإمام مالك رحمه الله تعالى، فإن هذه الأمور هي التي تعصمهم من أهل الضلالة و من الفرق الضالة التي تحاول أن تبث سمومها في هذه البلاد، كما ننصحهم بمزيد من التأني والتأتي في طلب العلم و ليعلموا بأن العلم لا ساحل له، يفنى الإنسان و لا يبلغ مأربه من هذا العلم، فالعلم دائما و أبدا يُطلب في الشباب و في الكهولة و الشيخوخة، و العلم رزق يرزقه الله سبحانه و تعالى لمن يحب من عباده، ونسأله سبحانه و تعالى أن يزيدكم من علمه النافع المؤدي إلى العمل الصالح، والتمسك بالوحدة الكفيلة بضمان القوة والمنعة.....
قال الدكتور بشار عواد معروف
- ما أحببت شيئا كما أحببت موطأ الإمام مالك واعتنيت بهذا الكتاب العظيم منذ شبابي وصرفت فيه جهدي، وكنت دائم المطالعة له، ومتى كان الإنسان دائم المطالعة يفتح الله له أبواب العلم، و بحمد الله حققت رواية أبي مصعب الزهري التي كانت لا تعرف بين الروايات الموجودة، و أول من وجدها هو أنا...وهي الآن نسخة كاملة تامة و فيها زيادات 100 حديث ...وحققت في 1995 بحمد الله كتاب الموطأ برواية يحيى بن يحيى الليثي و إن لم أستعمل جميع النسخ الخطية الأصيلة بسبب ظروف الحصار الذي أهلك الحرث و النسل في ذلك الوقت...حسب ما قال أهل العلم من أفضل الطبعات حتى الآن، و قد ألحقنا ملحقا ببعض التصحيحات في الطبعة الأخيرة...
- قمت بجولات للعديد من الدول العربية وفي الإسكندرية حضر مجلسي أكثر من 10 آلاف شخص رفقة الشيخ محمد إسماعيل المقدم والمحاضرة مفرغة على اليوتيوب في أكثر من 5 ساعات...
- أبو إسحاق الحويني كان يأتيني للبيت ....
- حي الأعظمية كان في سابق الأيام منفصل عن مدينة بغداد وهو في الأصل مرقد الإمام أبي حنيفة النعمان وبجنبه مقبرة الخيزران المشهورة، التي ألف فيها الأستاذ وليد الأعظمي كتاب "أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران" وهو صديقي وابن خالتي الكبرى وهو شاعر إسلامي معروف يكبرني ب12 سنة.
- أختي "أمل عواد معروف" عملت بالجزائر لمدة 10 سنوات كان زوجها "خسيسا" من المعارضين لنظام صدام واضطرت هي للسفر معه إلى الجزائر وكانت تعمل بالتربية والتعليم وتعيله، وقد كتبت رسالتها في الدكتوراه عن "الطفل الجزائري" وقد طبع هذا الكتاب من طرف مؤسسة الرسالة، وأصيبت بالسرطان وتوفيت بالجزائر 1994 رحمة الله عليها ، وقد كانت أستاذة نشيطة وجادة في عملها بجامعة الجزائر..

راجع الجزء الأول من اللقاء الخاص و الحصري مع "الجلفة إنفو" / المحدّث "بشار عواد معروف":صدّام دعّمنا لنكون حِصنا منيعا في وجه الروافض والشهيد سعى لتطبيق شرع الله في آخر حياته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.