تعود قضيّة حافلة "العيادة المتنقّلة" بمسعد الى سنة 2007 عندما تبرّع بها أحد متعاملي الهاتف النقّال بالجزائر لصالح عدّة ولايات من بينها ولاية الجلفة. حيث تقرّر آنذاك أن تكون الحافلة في خدمة الصّحّة بالبلديات الجنوبية لولاية الجلفة انطلاقا من القطاع الصحّي لمسعد. غير أنّ تلك الحافلة ما تزال مركونة داخل حظيرة "المؤسسة العمومية للصحة الجوارية" طيلة أكثر من 06 سنوات بعد أن جرى استغلالها فترة قصيرة من الزمن. وكل من التقيناه من عمال بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية، من أطباء وممرضين وعمال، يحدّثك بكثير من التذمّر عمّا آلت اليه وضعية "العيادة المتنقلة" المجهّزة بأحدث الوسائل الطبية. وحسب محدّثينا، فان السبب في عدم استغلال هذا المكسب يعود الى عدم وجود البطاقة الرّمادية. رغم أن "الأمر لا يستدعي سوى حلّ بسيط جدّا يكمن في اتصال مدير الصحة بوزارة الصحة من أجل حلحلة المشكل ووضع الحافلة في الخدمة" يقول أحد الموظّفين. كما أكّد محدّثونا أنّ اللامبالاة من الطّرفين ستجعل من هذه العيادة، المكسب، تذهب أدراج الرياح بفعل عامل الزمن وامكانية اصابتها بأعطاب جراء اهمالها. وهو ما يعتبر استهانة بمعاناة المرضى في ظل النقص الرهيب للتغطية الصحية بجنوب ولاية الجلفة. اذ تشير احصائيات مونوغرافيا 2012 الى نقص كبير في الأطباء و الأعوان الطبيين ببلديات جنوب الولاية مثلما هو الحال لبلدية دلدول التي يوجد بها طبيب واحد فقط وبلدية عمورة التي لا يوجد بها الأطباء لا في القطاع العام ولا في القطاع الخاص. ونفس المعاناة رصدتها "الجلفة إنفو" ببلدية تعظميت في ميدان الصحة وبلدية سد رحال التي صارت العقارب تقتل فيها في ظل غياب التكفل الصحي اللازم. ومن خلال "الجلفة إنفو"، يوجه عمال المؤسسة العمومية الجوارية بمسعد رسالة إلى السيد والي ولاية الجلفة للتدخل السريع من أجل إنقاذ "العيادة المتنقلة" في ظل حاجة المواطن الماسة لمثل هذه العيادات في جنوبالجلفة الشاسع و مناطقه النائية. و بالنسبة لواقع الصّحّة ببلدية مسعد، فقد سبق ل "الجلفة إنفو" أن تطرّقت الى مشكل نقص التّأطير الصّحي بمدينة مسعد مثل عيادة حي "دمّد" بمدينة مسعد. في حين سجّلنا مطالب لسكّان حي "الشهيد مصطفاوي السنوسي" بضرورة بناء وحدة صحية بحيّهم بعد اقرار هذا المشروع ثم الغائه لاحقا بسبب التماطل في الإعلان عن صفقة المشروع. علما ان ذات الحي الواقع بمدخل مدينة مسعد يحصي حوالي 2000 نسمة و ترتبط به 05 أحياء ( بن ابراهيم سعد، 302 مسكن، التطوّري،الفلوجة، الحنية) ما يشكّل كثافة سكانية معتبرة تحتاج الى تغطية صحّية. ونفس الأمر بمنطقة "تامديت" التي تحتاج هي الأخرى الى وحدة صحية تتكفل بساكنيها من جهة. ومن جهة اخرى من أجل تخفيف الضغط عن عيادة حي "دمّد" و القرية الفلاحية و الجيوب السكانية للفرع البلدي القاهرة. ويعكس هذا الواقع المتردّي للصحة بجنوب ولاية الجلفة ضرورة اقرار برنامج خاص للتغطية الصحية بالقطاع الصحي لمسعد والبلديات الجنوبية. وهذا بمضاعفة المناصب المالية الممنوحة (أطبّاء، شبه طبّيّين، ممرّضين، أعوان ادارة و عمّال مهنيين) واقرار مشاريع وحدات صحّية جوارية بالمناطق النائية وكذا تسجيل نقائص التجهيز لاسيما توفير سيارات الإسعاف.