صدر عن دار "المؤسسة الصحفية" بالمسيلة كتاب نقدي للأستاذ عثمان مقيرش حول الخطاب الشعري في ديوان "قالت الوردة" للشاعر عثمان لوصيف، من 189 صفحة ومن الحجم المتوسط، وقد تساءل الباحث في مقدمته عن شح الدراسات النقدية الوافية حول الكتاب والشعراء الجزائريين مع ما يتم إنتاجه بكثرة خاصة في السنوات الأخيرة وقال " لم أجد دراسة تناولت شاعرا أو شعراء جزائريين بالنقد والتحليل للوقوف على فن هذا أو أسلوب ذاك أو أولئك.." ورغم ذلك فقد اختار الأستاذ عثمان مقيرش الشاعر عثمان لوصيف، مبينا سبب ذلك الاختيار في كون هذا الأخير قد امتلك إنتاجا " غزيرا، وسمعة تجاوزت حدود الوطن، وتجاوزت حدود اللغة، وقد شهد له بذلك الخصوم قبل الأصدقاء بأنه من فحول الشعراء"، كما أظهر الأستاذ عثمان مقيرش هدفه من اختيار ديوان "قالت الوردة"، وقال "إنها .. أنضج قصائد الشاعر.. فالشاعر صب فيها كامل تجربته الشعرية وحقق فيها ذاته وأناه". وقد بدأ الأستاذ دراسته بفصل تمهيدي بعنوان "التحليل الأسلوبي، إجراءاته ومستوياته"، بيّن فيه علم الأسلوب والاتجاهات الأسلوبية، ومحددات الأسلوب، ومستويات التحليل الأسلوبي، يليه فصل أول بعنوان "المستوى الصوتي ووظيفته الأسلوبية"، أظهر من خلاله الخصائص الأسلوبية الصوتية في مدونة "قالت الوردة"، وكان الفصل الثاني بعنوان "المستوى المعجمي اللغوي ووظيفته الأسلوبية"، عالج من خلاله المعجم، والحقول الدلالية، والزمن ووظيفته الأسلوبية، وغير ذلك، أما في الفصل الثالث من الدراسة فقد عنونه ب"المستوى التركيبي ووظيفته الأسلوبية"، بحث من خلاله عن أنماط الجملة، والتقديم والتأخير، والحذف، والانزياح والعدول، وغير ذلك من مباحث المستوى التركيبي. كما جاء في الفصل الرابع "المستوى الدلالي ووظيفته الأسلوبية" ماهية الرمز، والأسطورة، وأسلوب التضاد والتقابل والتنافر، بالإضافة إلى التناص. وقد أكد الأستاذ عثمان مقيرش في كلمته عن هذه الدراسة، أن الأدب الجزائري خاصة المعاصر منه يحتاج إلى عناية فائقة من قبل النقاد الذين انهمكوا في تحليل الآخر متناسين التجربة الجزائرية المعاصرة التي هي في أشد الحاجة إلى المتابعة والتقصي.