صدر، مؤخرا، عن ديوان المطبوعات الجامعية كتاب بعنوان ''أثر التخريجات الدلالية في فقه الخطاب القراني'' للاستاذ عرابي احمد. يتناول الاستاذ عرابي من خلال هذا الكتاب بعض الآليات اللغوية وكيفية تأطيرها من قبل علماء التراث من مفسرين وعلماء كلام واصوليين اثناء تناولهم للنص القراني تاويلا أو تفسيرا. حيث ركز الباحث على الآليات التالية: ''ضبط دلالة الالفاظ، التعدد في الدلالات اللفظية، ضبط دلالة التراكيب، اثر القراءات في التاويل، دلالة النص او التناص''. حيث اوضح عرابي في مقدمة دراسته على وصف وتحليل الطاقة التأويلية الكامنة في الالفاظ والتراكيب العربية الواردة في الخطاب القراني، وكذا دلالات واساليب في السياق من واقع النص ذاته مع التركيز على المعاني المستفادة منه، سواء أكانت متعلقة بالعقيدة ام التشريع. كما يعرض البحث آراء المفسرين والنحاة وما يستعين به كل المتأمل والمفسر على تفهم المقصود، بما بما يلاقيه من اساليب مثيرة في القران الكريم. فهذا البحث يدرس ما تركه الاقدمون في مجال الدراسة الدلالية عن طريق طرح مجموعة من التساؤلات ''هل كانت الظاهرة الدلالية عموما والاعرابية خصوصا في خدمة التفسير بالراى سواء أكان مذموما او ممدوحا؟؟ واذا كان الامر كذلك فما هو هذا الاثر؟ هل التاثير الدلالي في فهم النص القراني تفرضه طبيعة اللغة العربية ام هو مجرد تحمل وإجحاف في حقها وفي حق النص القراني؟ وللإجابة عن هذه التسائلات عمد العرابي الى ثلاثة فصول تقع في 254صفحة من الحجم المتوسط، حيث يتناول الفصل الاول آليات التاويل وأثرها في تحليل النص. اما الفصل الثاني فتناول فيه آليات التأويل وأثرها في اثبات القواعد الأصولية، في حين تطرق في الفصل الثالث إلى منهج علماء التاويل في فقه النص.