"أستاذ الفلسفة" عمل مسرحي جميل، أتحف قاعة العرض بدار الثقافة ابن رشد بالجلفة، متنفس للجمهور، وإبداع في التناول لفكرة قديمة متجددة : فكرة التحرر، والديمقراطية، وما يقابلها من أفكار التسلط، كان العرض يتناول في عمومه هذه الفكرة على عكس العنوان : أستاذ الفلسفة ، حيث أن (الأستاذ) لم يكن هو محور العرض بقدر ماكان حاملا للفكرة المراد إيصالها للجمهور ، و هنا يبدو لي أن كاتب النص المخرج لامس قضية عميقة و جوهرية و هي ثنائية الشكل والمضمون ، الشخص و الفكرة ... فهو من حيث أراد تعميق الفكرة في العرض المسرحي استعمل (الشخص) في العتبة الأولى : عنوان المسرحية ، وهو الأقرب لتشكيل الصورة الذهنية للمتلقي أو الجمهور وهو يتلقى لوحات الإعلان والإشهار عن المسرحية ، بينما تكون الصورة أبعد لو استعمل مثلا : الفلسفة أو التفلسف ، أو فكرة التحرر ،..و على هذا المنوال كان أستاذ الفلسفة أثناء تعليم الأولاد : عبد القادر و نوال ، كان يعلمهم أفكار أفلاطون عن المدينة الفاضلة ، و عندما يدخل الأب أو الأخ الأكبر (يمثل التسلط و الديكتاتورية ) فإنه يحول الدرس إلى : حديث عن المعدة و الأمعاء و هي بعيدة كل البعد عن العقل و الفكر ، قريبة إلى التخلف و الجهل .. هذه كلمات على الهامش ، و تحية لأعضاء الفرقة المسرحية