احتضن نهاية الأسبوع المسرح الوطني محي الدين بشطارزي عرضا مسرحيا موجها لفئة الأطفال بعنوان'' المعلم الفاضل'' من إخراج سعاد سبكي، أما النص من تأليف يزيد صحرواي. و في هذا الصدد أكدت المخرجة أن هذا العمل استغرق وقتا طويلا لتيم تقديمه على أحسن ما يرام ، و أضافت تقول '' الطفل متلقي صعب لأنه يؤمن بكل ما يسمعه و ما يراه أمامه و لا تستطيع إقناعه بسهولة. و عليه يجب تجنيد كل الوسائل و استعمال أجود الأدوات لإثارة انتباهه و مخاطبته بشكل و العمل على جعله في قلب العرض الذي هو بصدد متابعته و بالطريقة التي تجعله يستخلص المغزى العام الذي تتناوله المسرحية، و إن لم نوفر له ما سبق ذكره ينحرف بالتالي عن مسار هذه المسرحية و لا يمكن استرجاعه مجددا إلى صلب ما يقوم به الممثلون على الخشبة، حيث يصبحون هؤلاء بالنسبة له مجرد أشياء لا معنى لهم''، من جهته تأسف عبد الكريم بيرير مساعد المخرج من عزوف أغلبية كتاب النصوص المسرحية في الجزائر عن عالم الطفل متسائلا عن مرجعية أسباب ذلك ، علما يقول عبد الكريم أن الطفل هو مشروع مستقبل يجب الاعتناء به و ترسيخ في فكره ثقافة المسرح و العمل على تقريبه بأبي الفنون. و توجهه توجها سليما حتى نضمن جمهور مسرحي واعد وسط ديكور يتصل كل ركن فيه بعالم البراءة و الصفاء و هو عبارة عن خيمة سيرك مشكلة من أشرطة ذات ألوان مختلفة تبعث البهجة و الفرح في نفوس الأطفال الذين غص به سطح الركح بشطارزي ، و إنارة مواتية أضفت جوا جميلا و حولت المكان إلى روضة من رياض الجنة تتلاءم و أحداث المسرحية التي تناولت موضوعا غاية في الإهمية ، و هي تختصر مفهوم عمل المهرج الذي يستهزأ به الكثير منا ، في حين أنه يحمل في جوفه مخزونا معرفيا فهو يتقن جميع أنواع الفنون ، فكرة أرادها مراد مجرم الذي جسد دور '' المعلم الفاضل'' أن يوصلها إلى ذهن الطفل و يمحو تلك الصورة التعسفية في حق المهرج و التي الصقوها به و غلطوا بذلك جمهور عالم الطفل.