تعتبر منطقة "أنثيلة " من بين المناطق التي تهجرها الحياة الطبيعية التي من المفروض أن يعيشها الإنسان في وقتنا الحالي و الزائر للمنطقة سيستشعر و بمجرد التجوال في أحيائها بمدى المعاناة الكبيرة و المأساة التي يعيشها أهلها. تنمية معدومة و حياة بدائية جولتنا الاستطلاعية في منطقة أنثيلة " أكدت لنا أن التنمية المحلية فيها معدومة تماما ، فلا الطرق و لا الأرصفة معبدة ، والإنارة العمومية غائبة كليا عن المنطقة ناهيك عن غياب هياكل و مرافق عمومية ترفع من المنظومة التنموية هناك رغم الصرخات التي أطلقها أهلها للمسؤولين في الكثير من المرات لكن عدم التجاوب كان الرد الأكبر فالعزلة التي أصابت منطقة "أنثيلة "تجعلنا نقول عنها أنها مقبرة للأحياء و بؤرة للحياة البدائية . و يعاني أهالي "أنثيلة " منذ سنوات من أنبوب الصرف الصحي الذي يصب بوادي أنثيلة مما يلوث مياه الساقية التي يستعين بها الفلاحون في سقي أراضيهم و بساتينهم و مواشيهم ، زد على ذلك الرائحة الكريهة التي تجلب الأمراض مما يشكل هذا خطورة كبيرة جدا على البيئة و الإنسان و الحيوان نظرا لكمية الأوساخ التي تنزل في الوادي . و في ظل الفراغ و التهميش و البطالة التي يعيشها شباب منطقة "أنثيلة " فان انعدام المرافق الترفيهية و الثقافية تزيد من حدة المعاناة ، رغم أن شباب المنطقة يحاول دائما كسر شبح البطالة بالعمل في البساتين و ممارسة بعض التجارة الا أن الوضع في شكله العام يبقى متأزما في ظل سكوت السلطات التي تعتبر متأخرة جدا في النظر الى وضعية قاطنة أنثيلة و إقصاءها و تعمد عزلها بعيدا عن الحياة العصرية فحتى الاتصالات الهاتفية منقطعة في المنطقة عدا خطوط "موبيليس" مما يصعب الأمور على الساكنة في قضية الإتصالات مع انعدام الهاتف الأرضي كما أن مسجد المنطقة لم يتم ترميمه منذ بناءه. تلاميذ " أنثيلة " الخاسر الأكبر في الدراسة و الفتاة ممنوعة من مواصلة تعليمها و رغم متاعب التنقل من أجل العلم فان تلاميذ المنطقة يقطعون مسافات طويلة و وعرة من أجل الالتحاق بالمتوسطات في كل من "تعظميت" و"سيدي مخلوف " مع غياب و قصور كبير في النقل المدرسي الذي ينعكس بالسلب على المسار الدراسي للتلاميذ و نظرا لصعوبة الوضع و العادات و التقاليد المحافظة التي تلتزم بها المنطقة فإن الفتاة في منطقة "أنثيلة " تنقطع عن الدراسة لعدم وجود متوسطة بالقرب منها لتكون ضحية إهمال السلطات رغم أن "أنثيلة" بشكل عام تحتضن أعدادا كثيرة من تلاميذ المتوسط . "جلاوي " مطلوب في أنثيلة لقاءنا ببعض سكان منطقة "أنثيلة " كشفوا عن الكثير من المشاكل التي أصبحت فعلا تحتاج الى تدخل عاجل من قبل السلطات ، ومن خلال منبر "الجلفة إنفو" قدم أهالي المنطقة صرخة أخرى إلى المسؤول الأول على الولاية والذي وعدهم بزيارة خاصة من أجل الوقوف و الإطلاع على حجم المعاناة عن قرب، فهل سيلبي والي ولاية الجلفة طلباتهم المتكررة؟.