وسط المدينة تعيش ولاية الجلفة منذ بداية الشهر الفضيل أجواء رمضانية سادتها قلة الحركة خاصة في ساعات النهار، كما أن الأسواق المغطاة كعادتها تشهد اقبالا للمواطنين لاقتناء حاجاتهم، في مقابل ذلك هناك من يريد أن يقتني ما يريد الا أن الفاقة و قلة الحيلة منعته كما هو الحال للاجئين الأفارقة الذين زاد عددهم مؤخرا بشكل كبير بعد أن غابوا في فترة سابقة . خلال جولتنا الإستطلاعية التي قادتنا إلى بعض أحياء مدينة الجلفة خاصة وسط المدينة مع منتصف الشهر الفضيل لاحظنا هدوءا كبيرا اكتسح أغلب شوارع الجلفة خاصة مع الصباح الباكر وخلو تام للمارة وحتى المركبات في الشوارع الرئيسية بالمدينة ، لكن في مقابل ذلك كان هناك من وجد ضالته أمام مقر بلدية الجلفة التي أصبحت لدى الكثير من المواطنين مكانا للتجمع وتصفح الجرائد و أخذ قسط من الراحة، ليتغيّر مشهد المدينة تماما لحظات بعد الإفطار حيث يخرج المواطنون لتكتظ الشوارع عن آخرها. و يعتبر السوق المغطاة وسط المدينة مركزا يتوافد إليه المواطنون لاقتناء حاجياتهم الغذائية الا أنه أصبح مرتعا للتجارة الفوضوية التي بدأت مظاهرها تعود من جديد وكذا انتشار الأوساخ التي شوهت السوق ليصبح المستهلك عرضة للأمراض و الأوبئة في ظل عدم احترام بعض التجار للشروط الخاصة بالحفاظ على المواد الغذائية لا سيما و أن فصل الصيف ترتفع فيه عدد الإصابات بالتسممات بين المواطنين. من جهة أخرى، شد انتباهنا العدد المتزايد للرعايا الأفارقة (من مالي والنيجر) في شوارع مدينة الجلفة خلال هذا الشهر رغم أن وضعيتهم القانونية لحد الساعة مازالت غير واضحة، كما أن أغلبهم يدينون بالإسلام ما يزيد من حجم معاناتهم و هم في فترة الصيام. و بالرغم من أن مديرية التضامن الإجتماعي والهلال الأحمر الجزائري لم يقوما بتخصيص مطاعم ومراكز لاستقبال هؤلاء اللاجئين، إلا أن شهر رمضان جعل بعض المحسنين من أبناء الجلفة بالإضافة إلى الجمعيات الخيرية يلتفتون إليهم و يهتمون بهم باعتبارهم جالية مسلمة تحتاج للمساعدة في شهر الرحمات.