أكد الجلفاويون في الكثير من المرات على حزمهم للوقوف و الإلتفات حول المبادرات الإنسانية، وما كانت حالة الأستاذ "عايدي تواتي" رحمه الله إلا نموذجا حيا استطاع فيه مربي الأجيال ان يلم شمل المواطنين والسلطات المحلية كي تنقذ حالته الصحية رغم خيبة الظنون ببعض النواب بالولاية، ليؤكد المنظمين للحملة التضامنية آنذاك على ضرورة إنشاء صندوق خاص للحالات المتعسرة ليبقى هذا النداء فكرة مطروحة دون أن تنفذ أو تدرس لتطل علينا مرة أخرى حالة متعسرة و هذه المرة مع الطفلة نسرين. الأبواب موصدة امام الاب "عبد القادر برابح" و "نسرين" تتألم "الجلفة انفو" تنقلت الى بيت الطفلة "نسرين بن رابح" التي تبلغ من العمر 09 سنوات وهي البنت الكبرى لوالديها رفقة 4 أولاد ذكور، وتقطن بالمجمع السكاني الفوضوي 36 بحي الضاية و هو سكن للورثة، فعند لقاءنا بالوالد عبد القادر بن رابح الذي كانت الحسرة على ابنته الوحيدة بادية على وجهه تحدث لنا عن المأساة التي بدأت منذ 5 سنوات عندما تعرضت لحادث منزلي وهي في بيت جدها حيث سقطت عليها كمية معتبرة من الماء المغلي الذي كان متواجدا فوق موقد "طابونة" عندما سارعت الطفلة آنذاك لفتح إحدى الأبواب من دون أن تتنبه لوجوده و تتعرض لحروق من الدرجة الثالثة حسب تشخيص الأطباء خاصة وأنها عند الحادث كانت ترتدي ثيابا تحتوي على مواد بلاستيكية ما زاد من حجم الحروق. وانطلقت رحلة العلاج للطفلة نسرين بمصلحة الإستعجالات بالجلفة بعد أن مكثت بها مدة 18 يوماً وتم تحويلها بمستشفى المدينة مدة شهر تحت العناية، ليطلب الطبيب المتابع لحالتها ضرورة نقلها إلى مستشفى الدويرة حيث أكد الأطباء هناك عن صعوبة حالتها وأن هناك أجزاء من الجلد قد مات ما يستدعي ذلك الى عملية زرع أنسجة وهذا النوع من العمليات الدقيقة غير متوفر بالجزائر فاضطر بالأب الى الاتصال بمستشفيات خارج الوطن رغم حالته المزرية التي يعيشها حيث يعمل في إطار الشبكة وفي أوقات الفراغ يلجأ للخواص كعامل يومي، الا أن حرقة الأب على ابنته جعله يلجأ الى الديون ومساندة بعض اهل الخير والبر و الاحسان و ينقل ابنته إلى الأردن بالعاصمة عمان وبعد التشخيص من قبل الأطباء المختصين أكدوا أنها تعاني من "تليف في الجلد" وتحتاج لعملية نسبة نجاحها 80 بالمائة تتم على ثلاث مراحل ( زرع أنسجة، ترميم و تجميل ) وهذا خلال 3 أشهر متواصلة بالمستشفى الا أن مبلغ العملية المقدر بعد اجتهاد إدارة المستشفى في الخصم حوالي 2400000 دج وهو مبلغ كبير ليس باستطاعة الأب أن يسدده، خاصة و أن بقاءه بالأردن خلال اسبوع فقط خلال اجراء الفحوصات كانت قد كلفته الكثير. من يساند نسرين للتخفيف من آلامها ؟ وفي لقاء جانبي مع الطفلة "نسرين " التي تدرس في السنة الرابعة ابتدائي والمتميزة بنتائجها تحدثت بخجل كبير عما تعانيه، فحالتها لا تتحمل درجات الحرارة المرتفعة ما يضطر بأفراد أسرتها خلال فصل الشتاء الى تجنب تشغيل المدفئة رغم قساوة البرد كي يتجنبوا آلام الطفلة التي لا تفارقها غالبا، خاصة وأن والدتها أكدت أنها تلجأ للحك كثيرا كي تخفف معاناتها وفي أحيان كثيرة كشفتها وهي تستعين بممشطة شعر. من جانب آخر، أكد الأب "عبد القادر بن رابح" أنه اتصل لأكثر من مرة بالسلطات المحلية للتكفل بحالة ابنته لكنه لم يتلق أي جواب، كما تقرب من صندوق الضمان الاجتماعي وذكرت له الإدارة أن حالة ابنته ليست لها الأحقية في التكفل ليجد نفسه و فلذة كبده أمام أبواب موصدة وهو الآن يعيش رفقة زوجته مخاوف كبيرة في أن يسرق الزمن ابتسامة ابنتهما حين تكبر وتشعر في مرحلة ما أنها ليست كمثيلاتها خاصة وأن آلامها تزداد يوما بعد يوم. ولهذا، تحتاج نسرين الى وقفة جادة من قبل السلطات والمواطنين للتدخل والمساعدة من أجل علاجها في أقرب وقت ممكن والاعتبار من حالة الأستاذ "عايدي تواتي" قبل فوات الأوان.