حياة عسيرة تعيشها هذه الفتاة التي لم يمض من عمرها إلا 30 سنة، لم تر خلالها سوى الألم والأسى، ف(د.ح)، معاناتها لم تبدأ في هذه السن لكنها بدأت بالضبط عندما دخلت سنتها الثانية من العمر، فطفولتها لم تكن مثل طفولة الأطفال في سنها آنذاك. مرت فترات سوداء على هذه الفتاة المسكينة خاصة بعد ذلك اليوم المشؤوم الذي تعرضت فيه الطفلة إلى حادث كان سببه التهاب الكحول في منزل العائلة بتيزي وزو، فما كان من الأقدار إلا أن سطرت لها طفولة أمضتها في المستشفيات ذهابا وإيابا، هذا بغض النظر عن فترة الغيبوبة التي قضتها الطفلة لمدة لا تقل عن الثلاثة أشهر تحت العناية المركزة، واستفاقت منها بجهود حثيثة من الأطباء الذين سعوا إلى إنقاذ حياة الطفلة في بادئ الأمر، لتكون المعاناة أكثر بعد ذلك الحادث الذي خلف في ذلك الجسد الصغير حروقا من الدرجة الثالثة خاصة على مستوى الوجه واليد، لتبقى تلك الحروق ذكرى مؤلمة كبرت مع الفتاة التي خضعت منذ ذلك الحادث إلى اليوم إلى ثماني عمليات جراحية مضنية لم تفرز عن أي تحسن أو تغير في وجهها ولا في يدها، وآخر تلك العمليات الجراحية كانت بعيادة خاصة بالجزائر جمعت نفقاتها بشق الأنفس لكن دون أية نتيجة، فعاودت المحاولة لجمع بعض التبرعات من هنا وهناك وسافرت على إثرها إلى تونس وأجرت عملية أخرى هناك لكنها عادت من هناك بنفس المشكل ونفس التشوهات. نظرات احتقار ومستقبل مجهول ولما بلغ بها الأمر حد اليأس أرادت أن تطرق أبوابا أخرى للسفر إلى أية بلاد أخرى قد تجد فيها حلا لمشكلتها، فنصحها البعض بالتوجه إلى المملكة الأردنية لما سمع عن أطبائها من احترافية وإتقان في الطب وخصوصا في الجراحة المتعلقة بترميم الخلايا والتجميل، فجمعت عن طريق ذوي البر والإحسان مبلغا ماليا قدر ب60 مليون سنتيم، وسافرت إلى الأردن علما بأن نفقة الحجز وتذكرة الطائرة كلفاها أكثر من نصف المبلغ لكنها سافرت إلى هناك وأجرت بعض التحاليل الطبية التي أسفرت عن استهلاك ما لا يقل عن 26 مليون سنتيم وذلك لأنها أجرت تحاليل طبية في مستشفيات خاصة هناك، إلى جانب تعريضها إلى تجارب للأدوية الخاصة قبل إجراء العمليات الجراحية وهي الأدوية التي من شأنها أن توضح النسبة الترجيحية لدرجة الحرق وكيفية معالجته ومدى عمقه في الجلد...، وعادت بعدها إلى أرض الوطن في انتظار نتائج الفحوص كونها لم تستطع البقاء هناك بالأردن نظرا للمصاريف الباهظة التي تكلفها الإقامة هناك، ولكن المفاجأة الأكبر كانت عندما تلقت النتائج والمبلغ الذي ينبغي دفعه للعلاج. حيث أن العملية حسب الأخصائي المعالج ناجحة بنسبة 100 بالمائة لكن المبلغ المطلوب هو 250 مليون سنتيم، علما بأن الفتاة (د.ح) من عائلة بسيطة جدا ودخلها محدود وهي المسؤولة الوحيدة عن معالجة ومداواة نفسها، لتدخل الفتاة في دوامة أخرى وبدأت بالبحث هنا وهناك عمن يساعدها على تخطي هذه المحنة ويتبرع لها بالمبلغ المطلوب، فطرقت أبوابا عديدة على رأسها وزارة الصحة، وزارة العمل، وزارة التضامن الوطني، وحتى رئاسة الجمهورية، وحتى أنها توجهت إلى بعض الأطراف المنضمة إلى بعض التوجهات الحزبية حتى لا تدع أي بصيص أمل يفوتها، لكن الإجابة من بعض هؤلاء كانت مخزية حيث وعوضا أن تجد النفوس الرحيمة فوجئت بهم بقولون لها إن هذه الوزارات لا تتكفل بالعمليات التجميلية لأنها تعتبر في بلادنا بمثابة الكماليات، وفي حقيقة الأمر فإن حالتها الصحية تستوجب إعادة ترميم كلي للبشرة التي تشوهت نتيجة لحروق من الدرجة الثالثة كما سبق الذكر، وما تزال الفتاة إلا حد اليوم تنتظر بصيص أمل آخر والتفاتة من أحدهم ليكون السند والعون لها حتى تتخلص من أزمتها التي باتت تشكل لها اليوم حالة نفسية محرجة خاصة وأنها كانت على وشك الزواج فإذا بها تفقد شريك الحياة المرتقب بسبب حالة وجهها وتعسر العلاج عليها لا لشيء سوى لأنها لم تكن فتاة من أصحاب الملايين الذين لا يجدون أي حرج أو عائق في العلاج. هي كانت لمحة عن بعض الألم الذي تعاني منه الفتاة (د.ح)، لكن الحقيقة دائما تبقى متعسرة على من يقرأ الجريدة أو يسمع النداء عن طريق المذياع أو التلفزيون، فمن يكون في ذلك الموقف هو الوحيد الذي يمكنه أن يحس بالألم، لكن مع هذا فقد اختارت الفتاة التي تعاني إلى اليوم الأمرّين أن تطلق صرخة الاستنجاد علّها تجد آذانا صاغية وقلوبا رحيمة تساعدها على التنقل إلى المملكة الأردنية للعلاج، وللإشارة فإن المبلغ المطلوب للعملية الجراحية هناك هو 250 مليون سنتيم، وأجر كل من يقرأ هذا النداء ويستجيب له سيكون بإذن الله كبيرا كونه أعطى أملا آخر بالحياة لفتاة تطرق أبواب الحياة، والجميع يعرف ما يعنيه أن تكون فتاة مشوهة على مستوى الوجه والأطراف، ولكم أن تحكموا في الأخير...