صورة لأطفال الفايجة رفقة معلم محو الأمية قطعت عملية محو الأمية بولاية الجلفة منذ اعتماد الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية أشواطا مهمة لا سيما في المناطق الريفية التي تميز الولاية المترامية الأطراف، بعدما استطاعت ملحقة محو الأمية بنشاطها المعهود أن تصل إلى عديد التجمعات النائية وتوصل رسالة العلم إليها على ما تحيط بهذه العملية من صعوبات وعوائق نابعة من طبيعة هاته المناطق المعدومة المرافق، وهو ما وقف عليه مراسل موقع الجلفة للأخبار خلال زيارته لأقسام متواجدة في منطقيتي الفايجة التابعة إداريا لبلدية تعظميت - دائرة عين الابل وأم الخشب التابعة إداريا لبلدية سلمانة - دائرة مسعد. مريم رفقة أخيها كلاهما يدرس ويتطلع إلى المستقبل - منطقة الفايجة زيارة منطقة الفايجة فتحت ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية لولاية الجلفة قسمين في مسكن تطوع به أحد الخواص بمنطقة الفايجة التي تبعد عن مقر الولاية بحوالي 36 كلم بفضل تخصيص منصب لمعلم متعاقد يتنقل من مقر الولاية كل أسبوع لأداء رسالة التنوير، واستطاع المعلم (عبد السلام عمر) أن يستقطب الأطفال في الفترة الصباحية والذين لم تتح لهم فرصة التمدرس النظامي نظرا لغياب هيكل قريب منهم، إضافة إلى تكفل ذات المعلم بتدريس أوليائهم مساء باعتبار أن الآباء والأبناء يتناوبون على عملية رعي مواشيهم، وقد وقفنا على نتائج باهرة لأطفال أصبحوا يفكون الخط، ويحفظون بعض الآيات، بعد أن كانت تخيم عليهم ظلمة الأمية وظلمة الظروف المعيشية الصعبة... منطقة أم الخشب أبناء هذه المنطقة الريفية الصعبة مثال عن تحدي الظروف مهما كانت ، فأم الخشب تبعد عن مقر الولاية بأكثر من 150 كلم على المحور الرابط بين بلديتي مسعد وقطارة وأقرب مصدر لجلب الماء يزيد عن 60 كلم إضافة إلى انعدام الكهرباء بالرغم من أنها عبارة عن تجمع سكاني معتبر إلا أنها لا تتوفر هياكل للتدريس . أطفال أم الخشب يلتحقون بصفوف محو الأمية في سن التمدرس المعلمان "تواتي محمد الطاهر" و "تواتي لخضر" المتعاقدان مع ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار توجها إلى هذه المنطقة قصد محو أمية الكبار فإذا بهما يصطدمان بوجود عدد هائل من الأطفال محرمين من التعليم مما يجعلهم فريسة للأمية المتربصة بهم، ولولا حرقة هاذين المعلمين وحرصهما على إنقاذ أبناء منطقتهم، فكان جهدهما موجه صباحا إلى الأطفال وفي المساء للأولياء بعد عودة القطعان... حيث وجدناهم ينظرون إلى المستقبل بتفاؤل كبير بعد أن بدؤوا يروا المعجزة تتحقق في أنفسهم وفي أبنائهم الذين صارت ملامح العلم تظهر على ألسنتهم وتخطها أناملهم الصغيرة ... كل ذلك يحدث في مسكن ريفي بسيط تطوع به أحد سكان المنطقة تضرر هو أيضا في يوم من الأيام من آفة الأمية... عندما لا تنعدم الحلول: باب الغرفة كسبورة لأطفال الفايجة، المدرسة المفترضة بأم الخشب : تغيب الوسائل فتتدخل الإرادة أطفال أم الخشب أمام السكن الذي يدرسون به وفي الأخير تجدر الإشارة إلى أنه تم برمجة مجمع مدرسي للمنطقة ستنطلق الأشغال به في الفترة القادمة كما حملنا المعلمين مسؤولية طرح انشغالهما المتعلق بتأخر الأجور للجهات المعنية . بعض الأطفال رفقة أوليائهم يأتون من مناطق تبعد بعدة كيلومترات من مكان الدراسة سيعرف أطفال أم الخشب بعد سنوات قليلة أنهم كانوا على حق عندما تحدوا ظروفهم