يتميز إقبال المرأة على فصول محو الأمية بولاية سوق أهراس باحتلالها مرتبة "جد متقدمة" على الرجل حتى في التجمعات السكانية المحافظة بل حتى في المناطق الريفية المعزولة والنائية حسب ما علم اليوم الثلاثاء من مدير ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار. والأغرب من هذا -على حد تعبير السيد خميسي زغداني- فإنه في الوقت الذي يمتنع فيه الرجال عن محو أميتهم التي فاقت 26 بالمائة عبر بلديات الولاية فإن إصرار المرأة على تجاوز وضعيتها جعلها تحتل مرتبة "جد متقدمة" في الإقبال على دروس محو الأمية بنسبة تجاوزت في أغلب الأحيان 97 بالمائة مقارنة بالرجال خاصة في التسجيلات الجديدة لهذا الموسم. وشمل ذات المنحى حتى البلديات التي شهدت فتح فصول لمحو الأمية لأول مرة هذه السنة على غرار سيدي فرج المصنفة كأفقر بلدية على المستوى الوطني أو عين الزانة المعروف عنها انغلاقها حتى في مجال محو الأمية. ولعل عمليات التحسيس والتوعية التي انطلقت مع نهاية جوان 2009 إلى غاية أكتوبر من نفس السنة والتي ساهمت فيها الملحقة مع الإذاعة المحلية أعطت العملية بعدها المنشود إذ استطاعت الملحقة تسجيل أزيد من 9 آلاف متمدرس جديد عبر كافة بلديات الولاية ال26. وتحبذ المتمدرسة الكبيرة في فصول محو الأمية سوى الهياكل التربوية ومراكز التكوين المهني والمساجد كمؤسسات للدراسة ربما بحكم أنها أقرب إلى الجانب التعليمي أو هكذا تراها هي حسب السيد لخميسي زغداني. وأوضح نفس المسؤول أنه رغم توفرهياكل أخرى لهذا الغرض إلا أنها لا تعرف إقبالا خاصة وأن الشرائح العمرية التي تتراوح من 20 إلى 45 سنة وتتواجد في الأرياف لم تتلق أي تعليم وأن فئة 45 إلى 65 سنة تربط رغبتها بتعلم الجانب الديني الذي تراه الأنسب لأداء أركان الحج والصلاة. أما فئة 16 إلى 35 سنة يضيف السيد زغداني فإنها تريد ربط محو الأمية بتعلم حرف الخياطة وصنع الحلويات والطبخ وهو ما تسعى الملحقة لإدراجه بالتنسيق مع مديرية التكوين والتعليم المهنيين الذي عرف هذه السنة إقبال فئة عديمي المستوى الدراسي خاصة من الرجال الذين يتلقون تكوينا أوليا في محو الأمية لمدة 6 أشهر قبل الشروع في تعلم حرفة. وانطلقت ذات الملحقة منذ ثلاث سنوات في تجربة محو الأمية لفئة المرأة الماكثة بالبيت وهي العملية التي تتميز بتقديم وسائل الدراسة لكل امرأة ماكثة بالبيت على أن يتولى أحد أفراد أسرتها تعليمها وأن تتقدم في نهاية السنة لإجراء امتحان التحرر من الأمية حسب طاقتها وقدرتها. وعرفت من جهتها فئة محو أمية للمكفوفين بالولاية انطلاقة جادة من خلال تكفل الملحقة بمحو أمية 30 مكفوفا وتوفير وسائل الدراسة بطريقة "براي" ومصاحف أيضا بالمجان فضلا عن توظيف 3 مكفوفين من حملة الشهادات في الاختصاص أحدهم يحمل شهادة ماجستير وهي المبادرة التي لاقت استحسانا على أن تفتح الملحقة "قريبا" فصولا أخرى بكل من سدراتة ومداوروش. تجدر الإشارة إلى أن عدد الفصول التي تم فتحها عبر بلديات الولاية لهذا الموسم وصل إلى 178 فصلا دراسيا للمستوى الأول إناث في حين لم يتجاوز 44 فصلا بالنسبة للرجال. أما في المستوى الثاني فيقدر عدد الفصول إناث 112 مقابل 36 للذكور. ووصل عدد الدارسات في المستوى الأول إلى 8.360 دارسة مقابل 880 دارس في حين سجل المستوى الثاني 5.250 دارسة مقابل 1.530 دارس وهو ما يمثل "اختلالا كبيرا" في موازين الإقبال على الدروس رغم تواجد جميع الهياكل بالقرب من الدارس وتوفير تحفيزات أولية للجميع خاصة وسائل الكتابة