معدل التشغيل يتطلب نموا اقتصاديا واستحداث سياسات توجيهية قدر وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي مراد زمالي، نسبة البطالة لدى الشباب خريجي الجامعات ب17.6٪ إلى غاية أفريل 2017، مشيرا إلى أن هذه الظاهرة لاتزال مرتفعة، لذلك سيتم إيجاد حلول في إطار الشراكة مع المكتب الدولي للعمل من أجل بناء جسور بين الجامعة والمؤسسات لضمان التكوين لفائدة حاملي الشهادات الجامعية وفق متطلبات الشغل والتقليص من البطالة. أوضح الوزير زمالي على هامش لقاء حول موضوع «من الجامعة إلى عالم الشغل»، المنظم من طرف المكتب الدولي للعمل بالمدرسة العليا للفندقة والإطعام، أن المشروع تم تطبيقه على مستوى 3 ولايات نموذجية: تلمسان وبجاية وبسكرة، ومن بين أهم النتائج المحققة إنشاء نادي التشغيل الذي يعمل على إعطاء المعلومات للشباب حول ما يوجد خارج الجامعة في سوق العمل من تكوين إضافي للطلبة حاملي الشهادات الجامعية وإطلاعهم على كيفيات وتقنيات إيجاد مناصب الشغل. وتطرق زمالي إلى دور الوكالة الوطنية للتشغيل التي استفادت من خبرة المختصين وقامت بتكوين 500 مؤطر سيكون لهم دور في تكوين الشباب خريجي الجامعات، بالإضافة إلى بناء جسور بين الجامعة والمؤسسات وبرامج التكوين والتعليم في الجزائر بما يتطلبه سوق العمل. من جهته أشار سفير المملكة المتحدةبالجزائر باري لوان، إلى أهمية تقوية الروابط والعلاقات بين البلدين، موضحا أن مشروع: «من الجامعة إلى عالم الشغل» قامت بريطانيا بتمويله على مدار 31 شهرا ويندرج في إطار العمل المشترك الذي يجمع البلدين. وأضاف السفير، أن الشباب الذين هم مستقبل البلد، لذلك فإنه حان الوقت لإقحام خريجي الجامعات في عالم الشغل وتلبية حاجيات الاقتصاد الجزائري على المديين القريب والبعيد وبناء علاقة قوية بين مؤسسات جزائرية وبريطانية. من جهته أكد مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالجزائر لبلدان المغرب، أن مشروع «من الجامعة إلى عالم الشغل»، سيساهم في رفع عروض التشغيل وتسهيل إدماج الطلبة في مؤسسات اقتصادية، زيادة على تقوية قدراتهم في البحث عن مناصب عمل في مجالات تخصصهم. وأشار إلى أهمية الاستراتيجية الوطنية في الحد من ظاهرة البطالة في الجزائر، نظرا لشموليتها والمقاربة التي تم اعتمادها لتسهيل حصول حاملي الشهادات على مناصب شغل وكذا تهيئة جميع الظروف الملائمة فيما يخص تشجيع مناخ التحول «من الجامعة إلى عالم الشغل»، موضحا أنه بدون الشهادة الجامعية لا يتمكن الشباب من السفر والذهاب بعيدا في عالم الشغل. وقال إن استراتيجية التقارب بين الجامعات وسوق العمل والمؤسسات التي تنتهجها الجزائر حاليا، تشكل عنصرا أساسيا في امتصاص البطالة التي باتت مشكلا كبير يعاني منه حاملو الشهادات الجامعية. مضيفا، أن رفع معدل التشغيل في الجزائر يتطلب نموا اقتصاديا من مستوى عالٍ وخلق سياسات توجيهية تواجه إشكالية تشغيل الشباب. أما الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين سيدي السعيد، فتأسف لكون أكبر عدد من البطالين في الجزائر هم خريجو الجامعات الذين يجدون أنفسهم تائهين بعد تخرجهم من الجامعة، مشيرا إلى أن خلية التشغيل على مستوى الاتحاد العام للعمال الجزائريين تستقبل 75٪ من الشباب خريجي الجامعات الباحثين عن عمل. وكشف سيدي السعيد، أن الثلاثية ستعرف تنظيم لقاء يحضره جميع المسؤولين، يخصص لمناقشة إشكالية العلاقة بين الجامعات والمؤسسات، لأول مرة، مشيرا إلى وجود تناقض فيما يخص تشجيع الطلبة الشباب على العمل في مؤسسات اقتصادية، وفي نفس الوقت يتم رفضهم بسبب عدم امتلاكهم الخبرة الكافية، داعيا إلى إعطاء الفرصة للشباب لإبراز قدراتهم وكفاءاتهم في الميدان.