يعاني المركز الاستشفائي الجامعي بولاية عنابة الإهمال من قبل السلطات المعنية بسبب التوقف المستمر لجهاز السكانير منذ أكثر من 03 أشهر، وذلك بالرغم من أهميته بالنسبة للمرضى الذين تتطلب حالتهم الصحية الكشف عن مرضهم عبر هذا الجهاز، إلا أنهم يصطدمون في كل مرة يقصدون فيها مستشفى «ابن رشد» بتوقفه دون سابق إنذار. اشتكى مرضى المركز الاستشفائي الجامعي من صعوبة إجراء الفحوصات الطبية، بسبب توقف جهاز «السكانير» منذ 03 أشهر دون أن يتم إصلاحه، وهو ما يضطر المرضى للتنقل من مستشفى إلى آخر لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، وهو ما يؤرق العديد من المرضى وذويهم ويعرض حياة الكثيرين للخطر، لا سيما ذوي الإصابات المزمنة أو من يتطلب وضعه الصحي كشفا مستعجلا بجهاز السكانير. وكشف أحد الأطباء في تصريح ل»الشعب» أن التحقيقات الأولية أفضت إلى أن توقف الجهاز يعود لوجود سائل تم سكبه داخل الجهاز، وهو ما أدى إلى إتلاف قطاع الغيار وتضرره، مشيرا إلى أنه تم فتح تحقيق لدى وكيل الجمهورية بمحكمة عنابة للتوصل للفاعلين الذين تسببوا في ضرر للمرضى بالدرجة الأولى. وتساءل سكان الولاية عن الأعطاب المتكررة لجهاز السكانير، دون تدخل الجهات الوصية لوضع حد لهذا العطب باستخدام قطعة الغيار اللازمة، ووضع حد لمعاناة المرضى، مطالبين في ذات السياق بالتعجيل لإيجاد حل لمشكل السكانير، وفي هذا الصدد أفاد محدثنا أن توفير قطاع الغيار يتطلب وقتا، لعدم توفرها بالجزائر، وضرورة إحضاره من المؤسسة المصنعة للجهاز. وأفاد عديد المرضى أن مشكل تعطل جهاز الكشف لا يعاني منه فقط مستشفى «ابن رشد» وإنما أيضا يعيش مستشفى «ابن سينا» نفس الوضعية منذ شهور، حيث يضطر مرتادوه للبحث عن مستشفى آخر دون الأخذ بعين الاعتبار صحة المريض، أمام مبالاة وإهمال إدارة المستشفى التي تقف موقف المتفرج دون اتخاذ الإجراءات اللازمة. وكشف المرضى أن هذه الوضعية أصبحت تؤرق كاهلهم، حيث أنه من غير المعقول أن يتوجه المريض نحو مستشفى عمومي لإجراء الفحوصات اللازمة، إلا أنه يجد نفسه بين ليلة وضحاها في رحلة البحث عن مستشفى آخر يتوفر على جهاز السكانير، وقد يجد نفسه في آخر المطاف ملزما بالتوجه نحو مصحة خاصة، ودفع مبلغ طائل لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة بعد نفاذ جميع السبل أمامهم. ويناشد سكان ولاية عنابة وعلى رأسهم المرضى السلطات المحلية الالتفاف أمام هذا المشكل، والذي اعتبروه خطيرا كونه يهدد حياة المرضى، مؤكدين أنه من غير المعقول أن يتوقف جهاز السكانير بمستشفيين عموميين، وترك المرضى خاصة من ذوي الدخل الضعيف يلجؤون إلى المصحات الخاصة حفاظا على صحتهم.