أرجع الخبير الاقتصادي السيد محمد حشماوي، نجاح كوريا الجنوبية في النهوض باقتصادها إ؟ اعتمادها على تكوين الموارد البشرية، مشيرا إ؟ أن الجزائر بإمكانها الاستفادة من هذه التجربة من خلال الإهتمام بالتربية والتعليم والتركيز على تكوين الإنسان لتدارك التأخر المسجل في القطا الاقتصادي. وقال الخبير الاقتصادي في تصريح خص به جريدة الشعب، على هامش ندوة فكرية حول تجربة كوريا الجنوبية في التنمية، إن تجربة كوريا الجنوبية في مجال التنمية الإقتصادية تبقى رائدة حيث استطا هذا البلد الذي لا تتجاوز مساحته ال100 ألف كيلومتر مربع، ويفتقر إلى الموارد الطبيعية أن يحقق وثبة اقتصادية سريعة بفضل الاعتماد على تنمية العنصر البشري وهو الإهتمام الذي يظهر مدى جدية الدولة في تطوير إمكانياتها وبناء اقتصاد قوي. وأشار السيد حشماوي إلى أن الإهتمام بالتكوين البشري بدأ من أعلى هرم في السلطة الكورية وهو الرئيس، حيث علم وعبأ الشعب من أجل القيام بالثورة الصناعية التي انطلقت بالصناعات الخفيفة، مادام أن البلد لا يتوفر على موارد وثروات طبيعية تؤهله لبلوغ مصاف الدول المنتجة للثروة، وتسمح له برفع مداخيل البلاد من العملة الصعبة، على عكس الجزائر التي أولت الأهمية للصناعات الثقيلة في وقت تتوفر على إمكانيات طبيعية كبيرة لم تستغلها في وقتها. وأوضح الخبير الاقتصادي أنه إذا أرادت الجزائر الاستفادة من تجربة كوريا الجنوبية التنموية، فعليها الإهتمام بالإنسان وتكوينه فقد ارتكزت التجربة الكورية على الدين الخاص بهم، وبنى الكوريون نجاحهم على العلم و التكوين مثلما أبرزته مداخلة سفير كوريا الجنوبية في الجزائر السيد شوي سونغ جو في أشغال الندوة الفكرية. وتبقى تجربة كوريا الجنوبية التنموية أحد التجارب التي ينبغي الاقتداء بها، فقد استطا هذا البلد الصغير والفقير من الموارد الطبيعية أن يجد له مكانا وسط الدول الكبرى المنتجة، حيث استطا أن يتحول من ثالث أفقر دولة في آسيا إلى القوة الاقتصادية رقم 11 في العالم، فقد أظهرت كوريا الجنوبية قدرة كبيرة على التأقلم مع الوضع العالمي واستباق المشاكل من أجل القيام بالإصلاحات التي تفرض ذاتها بالسرعة المطلوبة وقد ظهر ذلك جليا في التطور الصناعي والتقني الذي جعل البلاد من رواد الصناعة، حيث شهد قطا الصناعة تحولا وتطويرا كبيرا في الفترة من عام 1960 إلى عام 2005 بدءا من صناعة الشعر المستعار وبعض الصناعات الخفيفة ووصولا إلى صناعة السيارات والسفن ومواد البناء.