على غير العادة وعكس ما عهدناه في السنوات السابقة أثناء الاحتفال بمناسبة يناير أو العام الجديد للسنة الأمازيغية الذي كانت تشرف عليه مديرية الثقافة لولاية بومرداس بالتنسيق مع عدد من المراكز والفعاليات الثقافية، توسعت هذه السنة مظاهر التحضيرات لاستقبال الحدث وتنوعت معها الأنشطة الثقافية والبرامج إلى حد التنافس بين الفاعلين في هذا الحقل في غياب التنسيق من أجل تقديم طبعة تليق بأهمية المناسبة بعيدا عن الحسابات الضيقة.. في هذا المجال سطرت مديرية الثقافة لولاية بومرداس بالتنسيق مع دار الثقافة رشيد ميموني وبالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة، مديرية السياحة والصناعة التقليدية والجمعيات الثقافية المحلية الناشطة في الميدان تظاهرة «أسبوع التراث الأمازيغي» من 6 إلى غاية 13 يناير الجاري، موزعا بين عدة بلديات منها بلدية عمال بقرية»تيزة» يوم السبت بالتنسيق مع جمعية»ثافاث» وبلدية أعفير في نفس اليوم بالتنسيق مع جمعية نشاطات الهواء الطلق، الترفيه والتبادل بين الشباب لقرية»عبادة»، بالإضافة إلى قاعة المسرح لبلدية يسر وعدة مراكز شبانية أخرى ومؤسسات تربوية وهي الاحتفائية الرسمية التي أعد لها برنامج ثري بالنشاطات منها معارض للصناعة التقليدية والحلي، معرض حول التراث المادي والموروث الشعبي الأمازيغي، معرض للباس التقليدي والفنون التشكيلية إلى جانب مداخلات من تقديم باحثين مختصين تتناول رمزية يناير وبعده الاجتماعي والتقليدي لدى سكان المنطقة، مع إبراز جهود الدولة الرامية الى إعادة الاعتبار للغة الأمازيغية بدءا من عملية الدسترة وجعلها لغة وطنية إلى آخر قرار لرئيس الجمهورية المتعلق بترسيم 12 يناير كعيد وطني. بالمقابل تتنافس فعاليات المجتمع المدني لبلديات سوق الحد، بني عمران وعمال على إحياء المناسبة بطريقتها الخاصة داخل رقعة جغرافية لا تخرج عن دائرة الثنية بعرض برامج فنية وثقافية متنوعة، لكنه وصل إلى حد تقديم نشاطات وبرامج موازية حتى داخل البلدية الواحدة على غرار ما تشهده بلدية عمال التي سوف تحتضن تظاهرتين الأولى يوم الخميس بمركز المدينة من تنشيط فعاليات المجتمع المدني مثلما هو موضح في دعاوي المشاركة وبرنامج النشاطات المقترح، والثانية تحتضنها قرية تيزة مثلما دأبت عليها لمدة أربع سنوات في موقف طرح الكثير من التساؤلات حتى بين الناشطين في ميدان التراث الأمازيغي عن أسباب عدم توحيد الجهود والنشاطات لإحياء هذه المناسبة الوطنية وخدمة الثقافة الأمازيغية.