تجندت مختلف الجمعيات والهيئات والمؤسسات العمومية المعنية عبر ولاية بومرداس، بشكل مبكر لضمان نجاح برامج التظاهرات والفعاليات الثرية المسطرة لإحياء رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2968 الموافق لتاريخ 12 يناير الذي أصبح ابتداء من هذه السنة يوما وطنيا وعطلة مدفوعة الأجر. وشرع رسميا وجمعويا في تنفيذ البرامج المتنوعة التي وضعت للإحتفال بهذا الحدث، حيث شملت وتنوعت البرامج في مجملها ما بين الاحتفالية والترفيهية والتعليمية التي تضمنت ندوات ومحاضرات تتطرق وتبرز الجوانب التاريخية والثقافية وحتى العلمية ذات الصلة بهذه المناسبة. ومن أبرز البرامج المسطرة لهذه المناسبة، حسبما أوضحه حميد حميدوا، مدير الثقافة بالنيابة أسبوع التراث الثقافي الأمازيغي الذي تحتضنه دار الثقافة (رشيد ميموني) على مدار سبعة أيام. وتنتقل هذه الفعالية بعد ذلك -يضيف المصدر- إلى كل من قرية (تيزا) ببلدية عمال وقرية (أعبادة) ببلدية أعفير وقاعة المسرح ببلدية يسر، إلى جانب عدد من المؤسسات التربوية والشبانية والتكوينية عبر الولاية. وتتضمن هذه الفعالية معارض متنوعة حول الفن التشكيلي الأمازيغي وأكلات شعبية وأخرى للأواني الفخارية التقليدية وحول النحت على مادة النحاس والخشب، إلى جانب معارض عن اللباس التقليدي والكتاب الأمازيغي وآخر حول الوسائل والأدوات التقليدية المستعملة بالريف الجزائري. كما تعكس معارض أخرى التراث المادي والموروث الشعبي والتاريخي الجزائري الأمازيغي ومعرض للوحات فنية تحكي الحياة الاجتماعية لمنطقة القبائل وآخر لصناعة الآلات الموسيقية. إلى جانب ذلك تم برمجة سلسلة من المحاضرات تتمحور حول رمزية يناير وأبعاده الاجتماعية والثقافية لدى السكان والتعريف بالهوية الأمازيغية للمنطقة، وأهم ما يميزها من عادات وتقاليد إضافة إلى مواضيع أخرى متنوعة تعالج جهود الدولة في إعادة الاعتبار للغة الأمازيغة والتاريخ الأمازيغي في منطقة بومرداس ويناير: تاريخ وطقوس ومكانة الأمازيغية في الدستور الجزائري والبيت التقليدي الأمازيغي واحتفالية (يناير: عادات وتقاليد). وسيكون عشاق المطالعة على موعد مع قافلة المكتبة المتنقلة المحملة بمجموعة من الكتب التاريخية مع أمسيات شعرية بالامازيغية وأيام الفيلم الامازيغي وعروض مسرحية باللغة الأمازيغية ومسابقات فكرية حول الثقافة الأمازيغية ونشاطات فلكلورية ورقصات شعبية متنوعة. ولم يغفل البرنامج المسطر الجانب الفكري والأكاديمي من موضوع هذه الاحتفالية، حيث تنظم وتحتضن دار الثقافة (رشيد ميموني) ملتقى وطني حول الأدب الأمازيغي يوم 20 و21 جانفي ينظم بالتنسيق مع إتحاد الكتاب الجزائريين وبحضور أكادميين وباحثين في المجال من مختلف ولايات الوطن. وتساهم الجمعيات الثقافية بفعالية كبيرة في إحياء هذه التظاهرة من خلال تسطير وتقديم برامج ثقافية وفنية احتفالية ثرية ومتنوعة عبر قرى وبلديات الولاية. ومن بين أهم الجمعيات البارزة بأنشطتها في هذا المجال جمعية (تافات) بقرية (تيزا) ببلدية عمال ي أين ستقام الاحتفالات الرسمية الولائية بالمناسبة، حيث سطرت برنامجا مميزا يتناسب وأهمية هذا الحدث الثقافي الوطني يتضمن، حسب رئيسها، بولجنات مختار، استعراض لقافلة اللباس التقليدي الأمازيغي ومعارض تبرز الموروث الشعبي التقليدي والصناعة التقليدية والحرفية وسباق عدو ولائي واستعراضات رياضية في الفنون القتالية. ومن المقرر بهذه المناسبة كذلك، يضيف رئيس الجمعية، عرض وإبراز لعينات من أهم المنتجات الفلاحية الريفية والأطباق التقليدية المحلية ولوحات فنية تشكيلية وتنظيم ندوات ومحاضرات من تقديم أساتذة باحثين وأكاديميين تتناول تاريخ يناير بالإضافة إلى تنظيم جولة سياحية بأعالي جبال (جراح) بغرض الترويج وتشجيع السياحة الجبلية.