كشف محمد عيسى وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أول أمس، عن تعليم اللغة الأمازيغية في ثلاثة معاهد قرآنية في كل من البويرة تيزي وزو وباتنة ابتداء من هذه السنة، وإدراجها في خطب الجمعة، حيث سيستفيد الأئمة من دورات تكوينية لتحسين مستواهم وسوف تمكنهم من معرفة المصطلحات الدينية وهذا يمكن الأمازيغية من أخذ مكانتها. تحدث الوزير خلال زيارته إلى ولاية البويرة، عن تفسير القرآن بالأمازيغية، حيث بادر بذلك الشيخ مزيان من تيزي وزو واعتمد عمله عبر طبعه الحروف العربية من مجمع فهد بالسعودية، كاشفا عن مشروع آخر سيكون بحروف عربية التفناغ واللاتينية، كما أن الوزارة تقوم بالترجمة بمعية المحافظة السامية للامازيغية وبمشاركة أئمة لترجمة القرآن بالأمازيغية مع تهميش يراعي فيه الاختلافات حسب المناطق وهناك اقترح أن يكون بالصوت لمن لا يعرف القراءة. أشار عيسى أن حتى أساتذة الأمازيغية سيكون لهم دورات تكوينية، وخلال هذه الزيارة ترأس أشغال الملتقى الوطني الثاني حول القيم الحضارية في التراث الأمازيغي، حيث تحدث الوزير مطولا حول الهوية الجزائرية و مكوناتها الثلاثة الأمازيغية العربية والإسلام، قائلا إن هناك من يريد صنع الاختلاف كسبب للفرقة مذكرا بالمجهودات والقرارات الشجاعة التي قامت بها الدولة الجزائرية وعلى رأسها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي دستر اللغة الأمازيغية كلغة وطنية ثم لغة رسمية وبعد ذلك تعميم تعليمها القرار الذي لم يسبقه أحد من الدولة، في هذا الشأن خاصة يناير كيوم مدفوع الأجر. بخصوص البعد السياسي فإن ذلك جاء تكريسا للدستور وبيان أول نوفمبر فيما يخص البعد الأمازيغي للشعب الجزائري والبعد الإسلامي الذي يعتبر جامع الجزائريين، مشيرا إلى خدمة الأمازيغ للإسلام عبر العصور ليس سرا على أحد وقد أنجبت المنطقة أشرافا أجلاء في المقاومة مثل فاطمة نسومر وطارق بن زياد إلى جانب العلماء الأجلاء الذين خدموا الطريقة الرحمانية وفسروا صحيح البخاري. واعتبر عيسى أن الاحتفال بيناير يعبر عن شموخ الأمة الأمازيغية التي استطاع فيها ششناق أن يهزم مملكة فرعون تحت قيادة رمسيس الثاني والتي تربعت على العالم لمدة قرنين والاستيلاء على كنز سليمان.