أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أن تكريس رئيس الجمهورية يناير عيدا وطنيا يعد قرارا تاريخيا من شأنه أن يساهم في تعزيز المكونات الأساسية للهوية وتحصين الشخصية الوطنية وترقية الموروث التاريخي والثقافي الذي يتقاسمه الشعب الجزائري. خلال افتتاحه للعدد 159 من حصة “موعد مع التاريخ” بقاعة ابن زيدون بالعاصمة دعا وزير المجاهدين الجميع إلى ضرورة تحمل مسؤولية الحفاظ على الذاكرة الوطنية ورموزها ومآثرها بكل الطرق والوسائل وتفعيل كل الإمكانيات المادية والبشرية وجعل كل العمليات تواكب المراحل بخصوصيتها وتميزها بالإضافة إلى مواصلة جمع الوثائق والمواد التاريخية ومواصلة تدوين وتسجيل المعلومات وتوثيقها. وفي ذات السياق أوضح وزير المجاهدين أن تحصين الأمة وتلقين التاريخ للأجيال المتعاقبة من الأهداف الرئيسية التي تسطرها الوزارة في برنامجها، مشددا على إجبارية تكريس التضحيات التي قدمها المناضلون والمجاهدون في الذاكرة والتراث الثقافي وكذا تحمل المسؤولية الجماعية في الحفاظ على الذاكرة الوطنية وصونها وأهمية أن يشعر كل واحد أنه معني بكل ما يملك من إمكانات يمكن توظيفها في عملية الإثراء. وأشار زيتوني إلى أن ما تقوم به المتاحف الوطنية عبر الوطن لم يعد يقتصر على إلقاء المحاضرات والندوات وعرض الأفلام والأشرطة والنقاش فقط وإنما بات يعتمد على البحث والدراسة للمساهمة في تقوية الاعتزاز الوطني وتثمين وتبجيل كل المكاسب التي حققها أبناء الشعب الجزائري بفضل التضحيات التي توجب على الجميع جعلها في مكانة مرموقة . واعتبر زيتوني موضوع الذاكرة كبير الشأن والعظمة وهو ما يجعل الشعب الجزائري مطالبا بتمجيد الأبطال والعظماء وتثمين إسهامات الذين صنعوا تاريخ الجزائر ومجدها لتحمله الرسالة التاريخية للأجيال بكل أمانة وإخلاص لما يليق بالاعتزاز والافتخار بتاريخ أمتنا السخي في العطاء، مذكرا بالصعوبات التي مر بها الشعب الجزائري عبر العصور إلى حد الآن ولكن - على حد تعبيره- استطاع أن يحول الانكسارات إلى انتصارات. من جهة أخرى، أثرى بعض المجاهدين موضوع حصة “موعد مع التاريخ “من بينهم المجاهدة والوزيرة السابقة زهور لونيسي والمجاهد الرائد لخضر بورقعة والدكتور عامر رخيلة، حيث أجمع المتدخلون على أهمية إشراك الجميع في إثراء الذاكرة الوطنية والحفاظ عليها من خلال جمع كل ماله علاقة بالتراث التاريخي والثقافي المادي واللامادي من الوثائق والشهادات الحية والمعلومات التاريخية وحتى الأسلحة التي يمكن أن توضع في المتاحف الوطنية.