دعت وزارة المجاهدين، كل مواطن أو مواطنة سواء داخل الوطن وخارجه وحتى من غير الجزائريين ممن لديهم وثائق أو معلومات أو أشياء أخرى على علاقة بتاريخ الجزائر، وبذاكرتها الوطنية إلى تسليمها للمؤسسات والهيئات المخولة بالحفاظ على هذا الإرث التاريخي الثمين. وجاءت الدعوة على لسان الأمين العام لوزارة المجاهدين بومدين خالدي، في كلمة ألقاها أمس، باسم وزير المجاهدين الطيب زيتوني، خلال افتتاح حصة موعد مع التاريخ في عددها 157، والتي خصصت لإشكالية «كيف يشارك الجميع في إثراء الذاكرة الوطنية». وقال السيد خالدي «نريد تحسيس الجميع بمسؤولية المشاركة والالتزام في إثراء الذاكرة الوطنية والحفاظ عليها، لا سيما من خلال تدوين كل ما يقال ويناقش في مثل هذه المواعيد، وتعميق الدراسات لتكون أساس مرجعيات لأبحاث مستقبلية»، مؤكدا في سياق متصل بأنه يتعين على «كل فرد ومؤسسة وهيئة مهما كانت طبيعتها ومسؤوليتها في المجتمع والدولة بأن تشعر بأنها معنية بموضوع الذاكرة الوطنية، بما تملك من إمكانيات ووسائل وقدرات يمكن تسخيرها في عملية الإثراء بغية تثبيت حقائق بصورها المتمثلة في القيم والمثل التي نستخلصها من الذاكرة». ورسم نفس المسؤول في كلمته خارطة طريق لإثراء الذاكرة الوطنية، تنطلق من عملية تحسيس الشخص الطبيعي أو المعني بضرورة الحفاظ على ما بحوزته من وثائق وأشياء ذات قيمة تاريخية وتدوين وتسجيل ما يتناهى إلى علمه من معلومات وتوثيقها بالكيفيات التي تسمح باستغلالها في كتابة التاريخ الوطني، والذي يعد من اختصاص أهل العلم والمؤرخين، مبرزا أهمية تكثيف عملية البحث على الوثائق بمختلف أشكالها وأنواعها وتدوين المعلومات التي تتضمنها وإحاطتها بالعناية الخاصة. كما تتضمن خطة الطريق حسبه العمل على نقل أو تسليم ما يعد من مقومات الذاكرة إلى المؤسسات والجهات المخولة قانونا للحفاظ عليها وتوظيفها فيما يخدم التاريخ الوطني. وفي هذا السياق أشار الأمين العام للوزارة إلى وجود قانون وتنظيم يضمنان الحماية القانونية لكل ما يتعلق بالتاريخ من أدوات متحفية وغيرها، داعيا إلى تشكيل جبهة وطنية للرد على المشككين والمنقصين من قيمة التاريخ وفضحهم أمام الأمة. نفس الخطوات التي ينبغي أن تمر عبرها عملية حفظ وصون الذاكرة الوطنية، ذكرها أستاذ التاريخ بناصر عبد الكريم، في مداخلته الذي أكد فيها بأن الأمر مهم جدا لأنه يرتبط بالذاكرة الجماعية لتاريخ طويل زاخر بالأحداث. وأشار المتحدث إلى أن المادة التاريخية موجودة غير أن الإشكال القائم يكمن في كيفية إيصالها إلى الأجيال المتعاقبة بما يتطلب النّظر والبحث في الآليات التي تمكن من تحقيق هذه الغاية. واغتنم المشرفون على المتحف الوطني للمجاهد تنظيم حصة موعد مع التاريخ، لتوجيه نداء إلى كل المواطنين والمواطنات داخل الوطن وخارجه لإثراء الذاكرة بما يمتلكونه من إرث تاريخي، قصد جمع كل ما له علاقة بالتراث التاريخي والثقافي المادي واللامادي من وثائق وشهادات حيّة ومعلومات تاريخية تخص سواء المقاومة والحركة الوطنية والثورة التحريرية، مع الإشارة إلى أن هذه العملية تندرج في إطار حملة وطنية مفتوحة شرعت فيها وزارة المجاهدين والمنظمة الوطنية للمجاهدين منذ سنوات. ص/محمديوة