يواجه ترجي مستغانم، الذي يبسط سيطرة كاملة على بطولة الهواة لكرة القدم (المجموعة الغربية) أزمة مالية خانقة أدت إلى دخول اللاعبين والطاقم الفني في إضراب. ورغم أن الترجي يكون قد وضع قدما في الرابطة الثانية باعتبار أن الفارق الذي يفصله عن أقرب ملاحقيه (شباب عين وسارة) يقدر ب16 نقطة كاملة، إلا أن ذلك تقابله مشاكل مالية بالجملة يتخبط فيها الفريق منذ بداية الموسم الجاري. وسبق لرئيس النادي، شارف بن شني، وأن أثار الانتباه في كثير من المناسبات إلى الخطر المحدق بفريقه، غير متردد أيضا في التلويح بالاستقالة أملا في تدخل السلطات المحلية لإنقاذه، إلا أن ذلك لم يغير في الأمر الشيء الكثير، مثلما يتأسف له المعني. وأوضح بن شني بأنه «لم يعد قادرا على مواصلة تمويل تشكيلته من ماله الخاص، سيما في ظل المتطلبات الكثيرة لفريق بات على عتبة العودة إلى الرابطة الثانية التي غادرها منذ عدة سنوات. ورغم الالتفاتة التي كانت مؤخرا لسلطات ولاية مستغانم عندما قدمت مساعدة مالية بقيمة 10 ملايين دج إلى النادي، إلا أن هذه الإعانة، برأي المسؤول الأول عن الترجي، تبقى غير كافية. وأضاف أن الأعباء المترتبة عن لعب ورقة الصعود أصبحت كبيرة، سيما في ظل النتائج الباهرة التي يواصل لاعبوه تحقيقها، على غرار فوزهم السبت المنصرم بوهران على حساب مديوني وهران ضمن الجولة الأولى لمرحلة العودة، والتي تجبر الإدارة على تشجيعهم ماليا، من خلال تسوية وضعيتهم من هذا الجانب على الأقل، من أجل تحفيزهم على المواصلة على نفس المنوال. وأبدى المدرب مختار عساس ولاعبوه تضامنهم مع رئيس النادي، معتبرين بأن الكرة هي الآن في مرمى السلطات المحلية، المطالبة بالتدخل من أجل تجنيب النادي مستقبلا غير مأمون العواقب. وتتزامن هذه الاضطرابات التي يشهدها بيت الترجي مع قرب إعادة افتتاح الملعب الأولمبي للمدينة الذي تحول إلى تحفة رائعة بعدما استفاد من عملية ترميم وتجديد منذ قرابة سنتين، وهو الأمر الذي يدفع أنصار النادي إلى إبداء تخوفهم من أن تقلص الأزمة التي يعيشها فريقهم فرحتهم بالعودة مجددا إلى مدرجات ملعب «الرائد فراج» بعدما عانوا الأمرين خلال مناصرتهم لفريقهم المفضل بالملعب البلدي الذي لا تتسع مدرجاته الضيقة لاستيعاب أعدادهم الهائلة. وإذا كان الكثير يعتقد أن رفقاء القائد الغالي بلحول قد حسموا بطاقة الصعود، فإن الأزمة التي يتخبط فيها الترجي قد تؤثر عليه فيما تبقى من المشوار، سيما وأن البطولة لا تزال طويلة حيث تفصلنا 14 جولة كاملة عن نهايتها.