رفعت جمعية الوفاء لذوي الاحتياجات الخاصة الواقعة ببلدية الكاليتوس، التحدي من خلال توسيع نشاطها تجاه هذه الشريحة التي وضعتها في صميم اهتماماتها وانشغالاتها. وبرز نشاط الجمعية مؤخرا بتنظيمها الحفل التكريمي لفائدة التلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة وعددهم 82 تلميذا هذه المرة بدل 45 تلميذا الموسم الدراسي السابق، وجرى هذا الحفل مع الدخول المدرسي الحالي وتجاوبت معه الشركات الممولة للمبادرة التضامنية التي أطلقتها جمعية الوفاء وحسست من اجلها مدة طويلة في صدارتها شركة سيكا الجزائر لصناعة وتسويق المنتجات الكيمائية والبناء والأشغال العمومية والصناعة . وإلى جانب هذا النشاط الذي لقي الرواج الملحوظ والصدى تحمل جمعية «الوفاء» مشروعا طموحا تأمل في انجازها قبل نهاية السنة، ويشمل المشروع الذي كشفت الجمعية عنه ليومية «الشعب» خلال جولة استطلاعية لها إنشاء مركز كبير بالكاليتوس يحتوي مختلف الأنشطة الاجتماعية المهنية والثقافية للمعوقين. وحسب الجمعية فان البلدية وعدت بتقديم المساعدة لانجاز هذا المرفق الحيوي ليكون هدية لذوي الاحتياجات الخاصة في يومهم العالمي المحتفل به في 3 ديسمبر من كل عام. فهل يتحقق المشروع للجمعية التي تتحدى الزمن وتستمر في تجسيد برنامجها ميدانيا والمساهمة قدر الإمكان في علاج مشاكل متعددة يعيشها المعاقون، ممثلة في المنحة التي تبقى ضئيلة لا تغطي كل الاحتياجات ومشكل النقل والسكن والتوظيف.؟ هل يكسب الرهان في وقت يعترف مسؤولو الجمعية بثقل المهمة لكنهم يستمرون في العمل الخيري؟. وذكر بهذا نائب رئيس لنائب رئيس الجمعية قايد مني هذه المسائل، وأكد لنا في عين المكان أن الوفاء أنشأت من اجل مساعدة شريحة كبيرة من المعاقين، من يقيمون ببلدية الكاليتوس والبالغ عددهم 750 معاق مصرح بهم، منهم من خارج البلدية وعددهم يفوق 200 معاق منخرط في الجمعية والباقي غير مصرح بهم، نظرا للعقدة التي مازالت تكتنف بعض العائلات التي ترى حرجا في وجود لديها ذوي الاحتياجات الخاصة ولا تحرك ساكنا تجاه مساعدته في الاندماج الاجتماعي الحق الطبيعي المشروع. واستنادا لنائب رئيس الجمعية فان دور جمعية الوفاء لذوي الاحتياجات الخاصة عندما أنشأت في ال15 جويلية 2007، بمبادرة ثلاثة أعضاء مؤسسين فقط ركزت في نشاطها على الجانب المعنوي بصورة كبيرة بحكم وجود مجتمع متقوقع على النفس، وعائلات تعتمد سلوكات غير مقبولة في تعاملها مع المعاقين تخجل من قول أن لها طفل معاق. وأفاد في هذا الإطار، بأن أعضاء الجمعية يحاولون التخلص من العقد النفسية لدى العائلات وأطفالهم، عبر التحسيس بان المعاق يمكنه صنع المعجزات كون إعاقته ليست ذهنية وليست بيد الإنسان، لكن قدر محتوم وانه لا يوجد أي شخص في منأى من خطر الإعاقة. وأضاف ممثل الجمعية في تصريح لجريدة «الشعب» التي زارت مقر الجمعية بالكاليتوس للتعرف عن قرب على نشاط المرحلة الراهنة والمستقبلية، أن برنامج «الوفاء» منصب على هذا الجانب وهي تحسس به بلا انقطاع، وتمنحه الأولوية في كل المناسبات الوطنية والعالمية التي تخص فئة المعاقين لا سيما في الاحتفائية باليوم الوطني للمعاق المصادف ل14 مارس واليوم العالمي للمعاق المتزامن مع ال3 ديسمبر من كل عام، باليوم العالمي للطفولة في الفاتح جوان والثامن مارس العيد العالمي للمرأة دون نسيان إحياء الأعياد التاريخية وحملات التبرع بالدم. وعن حصيلة الجمعية أكد السيد قايد مني أن ڤ الوفاءڤ نظمت رحلات صيفية لفائدة هذه الشريحة وتتكفل كلما حل الموسم الدراسي بالمعاقين المتمدرسين، وتكفلت بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في الموسم الدراسي الراهن. ويلاحظ أن عدد هؤلاء الموجهة إليهم المساعدة التضامنية قد ارتفع باستمرار، مما يؤكد جدية المسعى التضامني الذي تقوم به الجمعية بإرسال فرقها للمدارس لإحصاء الأطفال المعاقين المعوزين وضبط قائمة بأسمائهم قبل الشروع في حملات التحسيس لدى الشركات لجلب السند التمويلي اللازم. وعن كيفية التمويل ومدى تشكيله عائقا في نشاط «الوفاء» أوضح نائب الرئيس هذه المسألة محل الاهتمام، واضاف أن تمويل الجمعية كان يأتي من اشتراكات أعضائها الثلاثة وعلى رأسهم رئيس الجمعية مسيس سمير، لكن مسؤولي بلدية الكاليتوس يساعدونها في تأدية النشاط من خلال منحها الاعتماد. وهذا النشاط أعطى الجمعية قوة انتشار وتوسع وكسبها ثقة تكشف عنها تزايد عدد إرسال العائلات لأبنائهم إلى الجمعية بعدما رأوا فيها مصداقية وجدية في العناية بشريحة المعاقين أولا وأخيرا، وبعدما أدركوا أنها لم تنشأ من أجل مآرب شخصية، بل خدمة لفئة المعاقين الذين يعانون ومازالوا يعانون، ويحتاجون لمن يتكفل بهم ويرافقهم في درب الحياة الصعبة في محيط مليء بالتعقيدات والسلوكات غير المساعدة على هذه المهمة وتمادي ظاهرة استعمال المعاق في التسول لمغالطة الناس في جمع المال بلا وجه حق بدل توجيه صاحب الاحتياجات الخاصة إلى مجالات هم في أمس الغرض إليها اندماجا في المجتمع وكل مجالات الحياة. وهنا نبّه نائب رئيس الجمعية للظاهرة الخطيرة المتفشية في المجتمع وهي ظاهرة قيام بعض العائلات وللأسف في استغلال إعاقة أولادهم في ظرف غير مناسب لاستخدامهم للتسول، مما يحسس هذا المعاق أن قدره المحتوم البقاء على هذا الوضع إلى الأبد محروما من حقوقه الأساسية في مقدمتها الحق في الاندماج.